06 فبراير 2025, 1:29 مساءً
تزخر منطقة الباحة بمواقع ومبانٍ أثرية وتُشكّل إرثًا ثقافيًا عبر حقب زمنية مختلفة، وتؤكّد في الوقت ذاته عمق الإرث الحضاري للمنطقة، ومن تلك المواقع "جبل القارة" و"مصلّى جبل شدا الأعلى".
ويقع "مصلّى جبل شدا الأعلى"، في أعلى قمة جبل شدا بمحافظة المخواة، ومساحته نحو 9 أمتار مربعة تقريبًا، وبني على كامل محيط قمة الجبل، والوصول إليه يستغرق نحو أربع ساعات سيرًا على الأقدام من أقرب قرية إلى القمة على ارتفاع أكثر من 2200 متر فوق سطح البحر، ولا يزال يحتفظ بجدرانه الأربعة، فيما سقفه تهدم، ولا يمكن ترميمه لمشقة الوصول إليه ووعورة الطريق.
مراسل "واس" التقى خلال زيارة جبل شدا الأعلى، الباحث سعيّد الشدوي، الذي تحدث عن تاريخ جبل شدا وشدوان بصفته معلمًا جغرافيًا في كثير من كتب المعاجم والتاريخ ، وعلى ألسنة الشعراء منذ القرن الأول الهجري، مبينًا أن الصخرة البيضاء التي تقع تحته إلى الشمال الغربي، عبارة عن صخرة مثلثة الشكل ،واسمها المتعارف عليه "المروة" وإليها تنسب القمة "قمة المروة"، حسب ما كان يعرف عند أهل القرية، أما المصلى فهو مكان العبادة المبني من أجلها" المسجد"، ويتسع لأكثر من خمسة عشر مصليًا ، ومحرابه معلق في الهواء.
ويكتنز جبلا شدا الأسفل والأعلى العديد من المواقع والآثار التاريخية التي يعود تاريخها إلى آلاف السنين ، منها الكهوف والنقوش القديمة ومحمية جبل شدا والمصلى ، إلى جانب شهرتها بزراعة البن الشدوي.