الخميس 12 ديسمبر 2024 01:12 مساءً
في حديثٍ نبوي شريف عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه، قال رسول الله ﷺ: «اضْمَنُوا لِي سِتًا أَضْمَنْ لَكُمُ الْجَنَّةَ»، ثم ذكر النبي ﷺ ست وصايا عظيمة من شأنها أن تقود المؤمن إلى الجنة، إذا عمل بها وداوم عليها، هذه الوصايا تمثل أساسًا للعيش الكريم، المستقيم، والصالح في الدنيا والآخرة، وقد بيّن فيها النبي ﷺ بعض المبادئ الأخلاقية التي تضمن للمسلم الفوز بالجنة.
1. الصدق في الحديث
أول وصية في الحديث هي الصدق. قال رسول الله ﷺ: "اصْدُقُوا إِذَا حَدَّثْتُمْ". الصدق هو أساس من أسس البر، وهو ما يجعل الإنسان في مصاف المؤمنين الصادقين، الذين قال الله عنهم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا لِيُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 70-71]. من يتحلى بالصدق في قوله وفعله، يكون في مأمن من الشكوك ويكون من أهل الجنة، كما وعدنا رسول الله ﷺ.
2. الوفاء بالوعود
الوفاء بالوعد من الأخلاق العظيمة التي حث عليها الإسلام. قال ﷺ: "وَأَوْفُوا إِذَا وَعَدْتُمْ". الوفاء بالوعد هو سمة من سمات المؤمنين، ويعد من الصفات التي تقوي الثقة بين الناس وتبني علاقات صحية قائمة على الاحترام المتبادل. فإذا وعد المسلم شخصًا بشيء، يجب عليه أن يفي به، وأن لا يخل بوعده، لأن هذا يعد من أسباب الرضا الإلهي وفتح أبواب الجنة.
3. غض البصر
الغض عن النظر إلى المحرمات، والابتعاد عن كل ما يؤدي إلى الفتن، هو من الوصايا المهمة التي توجه المسلم للحفاظ على طهارته. قال ﷺ: "غضوا أبصاركم". فغض البصر ليس فقط عن النساء، بل عن كل ما يخالف الشريعة ويؤدي إلى فساد القلب. من يلتزم بغض بصره، يطهر قلبه ويعصمه من الوقوع في الفتن، مما يقربه إلى الجنة.
4. أداء الأمانة
من الصفات التي يوصي بها النبي ﷺ هي أن يؤدي المسلم الأمانات التي على عاتقه. قال ﷺ: "وَأَدُّوا إِذَا ائْتُمِنْتُمْ". الأمانة تشمل كل شيء يوكل إليك من مسؤوليات وأمور تخص الآخرين، سواء كانت أموالًا أو معلومات أو حقوقًا. عندما يؤدي المسلم الأمانة، فإنه يكون قد اتبع الطريق الصحيح نحو الجنة.
5. حفظ الفروج
قال النبي ﷺ: "وَاحْفَظُوا فُرُوجَكُمْ". حفظ الفرج يعد من أساسيات الطهارة والابتعاد عن المعاصي التي تهدد الإنسان في دنياه وآخرته. في حفظ الفرج، طهارة للقلب والروح، وهو من علامات صلاح المسلم الذي يخشى الله في خلواته قبل علانيته. هذا السلوك يحفظ المسلم من الوقوع في الفواحش، ويجعله من أهل الجنة.
6. كف الأيدي
وأخيرًا، وصانا النبي ﷺ بكف الأيدي عن كل ما هو محرم أو مؤذٍ للآخرين. قال ﷺ: "وكفوا أيديكم". كف الأيدي يشمل الابتعاد عن ظلم الآخرين، والتحلي بالصبر وضبط النفس، وعدم الاعتداء أو إيذاء الناس. من يلتزم بكف يديه عن الباطل يكون بعيدًا عن الشبهات، ويرتقي في درجات الإيمان.
إن هذه الوصايا الست التي ذكرها النبي ﷺ في الحديث هي بمثابة خارطة طريق للمؤمنين الذين يسعون لرضا الله والفوز بالجنة. عندما يتبنى المسلم هذه المبادئ ويعمل بها، فإنه يحقق مكاسب عظيمة في دنياه وآخرته. إذن، لنحرص على تطبيق هذه الوصايا، فهي سبيلنا إلى الجنة، والله المستعان.