السبت 7 ديسمبر 2024 12:34 مساءً
*قصور الثقافة تحتاج للتطوير من الداخل.. وانطلاق إذاعة مصر الثقافية قريباً
*لا أؤمن بمفهوم الاستدامة في العمل والمرونة بين قطاعات الثقافة مطلوبة
*أتمنى دعم وسائل الإعلام للحراك الثقافي.. *قصر ثقافة الفيوم يحتاج 200 مليون جنيه للتطوير
*توثيق التراث عبر منصات خطتي القادمة
تتعدد روافد وعوالم الثقافة، ولا خلاف على أن مفهومها واسع، ونشرها بين المواطنين مهمة ثقيلة، لا يستطيع القيام بها الدولة فقط، ولكن تحتاج إلى تضافر جهود الدولة مع المجتمع المدني.
بهذه النظرية يؤمن الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، الذي يحاول القفز على التحديات التي تحاصره، وتوفير الخدمة الثقافية لكل شخص يحيا على أرض مصر، إذ لا يعترف بالتعبير الذي انتشر منذ سنوات "محافظة حدودية" ولكن يرى أن كل المحافظات واحد، ومهمته هي العبور لكل الناس.
من يتابع أداء وزير الثقافة يكتشف أمرين: الأول أنه قليل الحديث لوسائل الإعلام، والثاني أنه يريد عمل بصمة خالد في الحياة الثقافية، من خلال المهرجانات ونشر الوعي المعرفي حول دور الثقافة، باعتبارها القوة الناعمة التي تساهم في الارتقاء بوعي ودائرة معارف المواطن المصري.
ومؤخرًا، حرص الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، على إقامة مهرجان التحطيب في دورته الـ14، في محافظة الأقصر، بالتزامن مع ملتقى التصوير الدولي، وأحدثت هذه الفاعليات انتعاشة في الوسط الثقافي. وعلى هامش المهرجان حاورت "الوفد" وزير الثقافة حول فلسفته في العمل والرؤية المستقبلة والتحديات.. وإلى نص الحوار
ـ بداية ما المنهج الذي تعتمد عليه في إيصال الخدمة الثقافية للجمهور؟
أرى أن هذا السؤال فلسفي وواسع إلى حد كبير، ولكن لو تأملنا ما يحدث من فعاليات، سنجد أن كلها آليات الهدف منها الوصول للمواطن، فلا أعترف بكلمة "محافظة حدودية" كل المحافظات تستحق العناية والرعاية الثقافية، لذا نعمل من أجل بناء الإنسان، فهو محور العمل الثقافي.
ـ البعض يرى من هيئة قصور الثقافة فقط بريقها ..ما تعليقك؟
هيئة قصور الثقافة تحتاج للنهضة من الداخل، يجب أن تعود لعهدها القديم ولكن الأمر ليس سهلاً أيضًا فهناك تحديات كثيرة منها العامل المادي مثلاً.. هل تعلم أن قصر ثقافة الفيوم يحتاج إلى 200 مليون جنيه للتطوير، والعام القادم ربما تزيد هذه الميزانية وتصل إلى 300 مليون جنيه وهذه الأمور صعبة في الوقت حالي وليست سهلة كما يظن البعض.
ـ في رأيك ما الذي ينقصنا لإحداث نهضة ثقافية تليق بمكانة مصر وتراثها الحضاري الكبير؟
أرى أن العمل الثقافي ليس مسئولية الدولة فقط، ويجب أن يحدث تعاون بين المجتمع المدني والجمعيات الأهلية، والجهات الحكومية من أجل العمل الثقافي.
ـ هل تؤمن بفكرة التنمية الثقافية المستدامة؟
لا توجد استدامة في الثقافة، من الممكن تطبيق الأمر في التعليم لكن تم تطبيق الأمر في الجانب الثقافي فهذا يعني حدوث رتابة.. أقصد من كلامي ربما يكون هناك استدامة للمكان للشكل الإداري مثل وجود قصر وموظفين، لكن الخدمة يجب أن تتطور من وقت لآخر حتى لا يحدث ملل ورتابة، كما قلت في موضع سابق.. من وجهة نظري الثقافة كائن حي ومتغير، وقادر على التعبير، هناك مصطلحات كثيرة ظهرت في السنوات الأخيرة وراح البعض يرددها دون التفكير في محتواها ومعناها.
ـ هناك من يرى أن نشر الوعي الثقافي مهمة ثقيلة ما تعليقك؟
بكل تأكيد المهمة ليست سهلة، في الماضي كانت هناك توسعات بشكل رأسي في بناء هيئات الثقافة، وسياستي التي أعتمد عليها هو التحرك بشكل أفقي، لكل محافظة وجبة ثقافية خاصة، أحرص على الوصول للجميع، وتقديم الخدمة الثقافية المناسبة.
ـ حدثنا عن علاقة هيئات الثقافة والاقتصاد، أو بمعنى آخر العائد الاستثماري من الخدمة الثقافية؟
في الماضي كانت هناك ميزانية محددة لكل هيئة أو قطاع، على سبيل المثال قصور الثقافة ربما تحصل على 55 مليون جنيه، وتمنح كل قصر مثلاً مليون جنيه، كانت هذه الفكرة سائدة، الأمر الآن تغير وأصبحت المرونة هي التي تحكم منطق العمل، وهذا يعزز القيمة التنافسية، بين كل القصور
ـ وماذا عن مشروع توثيق التراث والمخطوطات النادرة؟
مؤمن بأن الثقافة ملك لكل الناس، ويجب أن تكون متاحة للجميع، لكن أرفض الشكل القديم لنشر الوعي المعرفي، الخدمة أو المنتج الثقافي موجود ولكن الوسيط سيتغير، لذا نعمل على إطلاق منصة، تحتوي على الأغاني التراثية، واللوحات، وتكون متاحة للجميع في أي وقت، في ظل ظروف ارتفاع اسعار الورق والطباعة، أصبح من الضروري البحث عن وسائط جديدة تناسب روح العصر، ويكون لها تأثير كبير، لست ضد الكتاب حتى لا يفهم كلامي بصورة خاطئة، ولكن أرى أن تكلفته كبيرة وأنا أريد الوصول لكل الناس.
ـ الطموح في العمل أمر ضروري.. ما طموحاتك في هذه المرحلة؟
طموحي هو الحراك الثقافي، وأن يكون لدينا إنتاج غزير وكثير، والثاني هو ان يستفيد المتلقي من المنتج على كل المستويات، وأتمنى أن يتحول المتلقي إلى إنسان منتج للثقافة بعد ذلك.. أنا فنان تشكيلي وأرى أن زملائي عندما يقدمون شيئاً جيداً هم فقط الذين يشعرون به، يجب تخطي هذه الدائرة وأن تكون هناك مشاركة إيجابية من جانب المتلقي
.
ـ في رأيك كيف يتم إلقاء الضوء على المنتج الثقافي؟
الأمر هنا يتعلق بدور الإعلام، وزارة الثقافة تمتلك محتوى قوي جديد، ولكن اين دور الإعلام في الترويج لهذا المحتوى، هل تتخيل أن هيئة قصور الثقافة تقدم من 300 إلى 400 فعالية ولا يتم تسليط الضوء عليها، الإعلام مهم وضروي جداً، ودعمه المستمر سيخفف من حجم الضغط، ويجعل طريقي قصر في مهمة العبور للجمهور.
نحاول ايضا الاستفادة من وسائل الاعلام، ومؤخرا وقريبا سيتم إطلاق إذاعة الثقافة المصرية، وجاري عمل بروتوكول تعاون بين وزارة الثقافة والإذاعة المصرية بهدف نشر الخدمة الثقافية، والوصول لكل مواطن على أرض مصر.
ـ سؤال أخير.. ما آخر ملمح ثقافي تم إدراجه في قوائم التراث غير المادي في اليونسكو؟
توجد عناصر مختلفة فى قائمة التراث العالمى غير المادى بمنظمة اليونسكو، وذلك من أجل صون وحماية التراث الثقافى غير المادي ومنها السيرة الهلالية، التحطيب، النخلة، الأراجوز، الخط العربي، النسيج البدوي، رحلة العائلة المقدسة، وأخيرا السمسمية و الحناء.