الثلاثاء 28 يناير 2025 01:48 مساءً
كشفت شركة جارتنر، من خلال محللتها الرئيسية شيفاني باليبو، عن أبرز التحولات المتوقعة في قطاع النقل بحلول عام 2025، مسلطةً الضوء على الدور المحوري للتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في إحداث هذه التغييرات.
الذكاء الاصطناعي والتحول الاستراتيجي
يتجه قطاع النقل نحو تبني حلول معززة بالذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات، وإدارة البنية التحتية، وتحقيق مستويات متقدمة من التخصيص، مما يعزز الكفاءة التشغيلية ويضع الاستدامة في مقدمة الأولويات. تهدف هذه الاستراتيجيات إلى تحسين تجربة السفر بشكل شامل مع التركيز على الابتكار القائم على المسافرين وعمليات النقل المتطورة.
القطارات السريعة: كفاءة واستدامة
تشهد شبكات القطارات السريعة توسعًا عالميًا، ما يُسهم في تقليل أوقات السفر وتعزيز الراحة والربط بين المدن الكبرى. يتميز هذا التوجه بمشاريع ضخمة مثل مشروع القطارات السريعة في الهند بين مومباي وأحمد آباد، وخطط الإمارات لبناء شبكة تربط بين أبوظبي ودبي بحلول 2030. تسهم هذه التطورات في تقليل الانبعاثات الكربونية وتعزيز البدائل المستدامة للسفر.
التحول الرقمي في الطيران والمطارات
يعيد مفهوم "التنقل المقدم كخدمة" (MaaS) صياغة تجربة السفر عبر توفير منصات موحدة تدمج بين النقل الجوي والبري والبحري، مما يُمكّن المسافرين من تخطيط رحلات متكاملة. تساهم هذه الحلول في تحسين تجربة العملاء، وتفتح فرصًا جديدة لشركات الطيران والمطارات لتحقيق عائدات إضافية من الخدمات المدمجة.
روبوتات الدردشة والذكاء الاصطناعي
يتزايد الاعتماد على روبوتات الدردشة المعززة بالذكاء الاصطناعي في قطاع النقل لتقديم دعم مخصص متعدد اللغات وأتمتة استفسارات المسافرين. تُظهر الأمثلة الناجحة مثل روبوت "مهراجا" لطيران الهند وشراكة الاتحاد للطيران مع تطبيق "بوتم" في الإمارات أهمية هذه التقنية في تحسين تجربة العملاء وتعزيز الكفاءة.
التوأم الرقمي: رؤية شاملة للبنية التحتية
أحدث التوأم الرقمي والذكاء الاصطناعي ثورة في إدارة الأصول مثل الطرق والسكك الحديدية والموانئ، ما يتيح التخطيط التنبؤي وتحسين الصيانة. تعتمد مبادرات مثل "غرين لايت" في أبوظبي وأنظمة إدارة الحركة في دبي على الذكاء الاصطناعي لتحسين كفاءة النقل وتقليل الانبعاثات البيئية.
الابتكار في القطاع البحري
يشهد النقل البحري تحولًا رقميًا باستخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين مسارات السفن وخفض استهلاك الوقود والانبعاثات. على سبيل المثال، تعتمد الإمارات مشروع "الاسطرلاب الفضائي" لمراقبة السفن وتحسين كفاءة الموانئ باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والفضاء.
تؤكد جارتنر أن تبني التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في قطاع النقل ليس مجرد توجه مستقبلي، بل ركيزة استراتيجية لتحسين الكفاءة والاستدامة وتجربة المسافرين. الشركات والمشغلون الذين يستثمرون في هذه التقنيات سيقودون المشهد العالمي للنقل بحلول 2025 وما بعدها.