رياضة : بين يدى الله!

كم هو شاسع هذا الفضاء الممتد بين الروح والجسد، وبقدر بعدها - الروح عن الجسد - بقدر قربها حتى لقد سقطت كل مبررات القول الفصل، أو ما يمكن أن نفسر من خلاله سمو الروح، وكيف يمكن تجميع شظايا هذه الروح فى سله الجسد - شىء غامض بينهما وكلما ازدهرت شمس هذه العلاقه، تزداد غموضاً وتختفى مفردات أسرارها.
< تشابكت هذه المفاهيم فى عقلى وفى ميراث ثقافتى، بعد أن ألقت من غيبوبة البنج التى احتلت جسدى خمس ساعات ونصف الساعة، اثر عمليه جراحية كبيرة، فترة مظلمة تماماً لا اعرف عنها شيئا ولا يمكن وصفها لأنها لم تكن فى حساب عمرى، كانت ساعات مقتلعه من جذورى.
< قبل إجراء العملية الجراحية تخيلت أنى يمكن أن أصفها ولو بالتورية أو أى أشكال البلاغة ولكن كيف أرصدها وقد عجزت عن نقل خفقات ما بداخلى، ولكن سؤالا. بقى يشغلنى: هل كانت الروح تحوم حول الجسد النائم بين يدى الله! تنتظر اليقين أن تبقى متشابكة فى خلاياه، أم تنتظر الأمر بأن ترحل عن هذا العبء المتمثل فى جسد ثابت ثقيل مريض.
< إذا كانت مسألة الحياة والموت تضغط على مفاهيم البشرية منذ ميلادها، فإن محاولات رصد ما بينهما من الغاز متشابكة لا يمكن حصرها وإضفاء صفة المحلية عليها وانتزاع القضية من الاهتمام العالمى، حتى تثبت الحدود الجديدة، وتكرس ثمار الغزو أو الفتح من وراء ظهر العالم.. كل هذا مآله النجاح فى الفكرة والفشل فى المضمون، ولكى نفهم أبعاد كل هذه المفردات ومدى تداخلها وتشابكها أرى أن نستحضر ثلاث أراء تجتمع فى الرأى وتختلف فى المصدر، الرأى الأول للإمام الشافعى: يقول حول مفهوم هل الروح تحمل البدن أم أن البدن يحمل الروح.. قال: الروح هى التى تحمل البدن بدليل إن الروح أن فارقت البدن وقع البدن جثة هامدة لا قيمة لها.! 
< المقولة الثانية للأسقف الراحل الأنبا غريغوريوس أسقف التعليم والبحث العلمى: الروح تبقى حائرة طائرة، بعيدة عن الجسد، حتى يأذن لها أن تستقر إما فى الفردوس الأعلى أو فى الجحيم، لأن كليهما ضدان. الروح تطلب عكس ما يطالب الجسد!.
< ويقول الشاعر الباكستانى محمد إقبال: حديث الروح للأرواح يسرى وتدركه القلوب بلا عناء/ هتفت به فطار بلا جناح/ وشق أنينه صدر الفضاء/ ومعدنه ترابى ولكن جرت فى لفظه لغة السماء.
< أما الشاعر الفرنسى جاك بريفير فقال: شىء ما يربط بين الجسد الترابى وبين الروح التى هى من ترانيم السماء..!

‏[email protected]