أخبار عاجلة

اخبار اليوم : أساليب علاج المُبتلَى بالحقد والحسد..!! بالتفصيل

تم النشر في: 

10 ديسمبر 2024, 10:49 مساءً

إنَّ الحقد والحسد من المشاعر السلبية التي تؤذي النفس، وتؤثر على صاحبها أكثر مما تؤثر على مَنْ حوله؛ فالشخص الحاقد الحاسد مُبتلَى بمرض قلبي، ينهش ويدمر روحه وعقله شونفسه، وبعد ذلك يتأثر جسده.

إنه يحتاج إلى علاج وعناية خاصة، واهتمام كبير من المحيطين به؛ فبدلاً من أن نعامله بالعداء أو الجفاء والقسوة يجب أن نفهم أسبابه، ونساعده على تجاوز هذا الابتلاء؛ لأنه في جوهره شخص مريض وضعيف، يعاني ألمًا داخليًّا، قد لا يدركه ولا يعرفه، ولم يجد من يجلس معه ليخلصه من تلك المعاناة.

الحقد والحسد لا ينشآن من فراغ؛ إنهما نتيجة لتجارب حياتية قديمة، تركت بصمتها في نفسية الفرد.

ولعلي في هذا المقال أورد بعض الأسباب التي أدت لظهور مثل هذه الأمراض لدى ذلك الشخص:

أولها: التربية القاسية، أو التي كانت قائمة على التجاهُل وعدم الاهتمام. إن الطفل الذي يُحرَم من الحب والرعاية والاحتواء ينشأ ناقمًا على الآخرين الذين يمتلكون ما ينقصه، ويشعر بعدها بالدونية. وعندما يشعر الفرد بأنه أقل من الآخرين يتولد لديه الحسد تجاه نجاحاتهم، أو ما يمتلكونه، ويتمنى زوال تلك النعم عنهم. وهنا تبدأ قصة الحسد داخل نفسه.

ومن الأسباب كذلك: التجارب المؤلمة في الطفولة، مثل التنمُّر أو المقارنة المستمرة مع الآخرين؛ وهو ما يُولِّد لديه شعورًا دائمًا بالنقص. وهذه كارثة تربوية، يقوم بها بعض الآباء وهو لا يدرك خطورتها على أبنائه، وتبقى تلاحقهم تلك المقارنة بشكل مؤلم، وبعدها تتولَّد لديهم عدائية غير مبررة تجاه الأشخاص الذين كان يقارنهم بهم.

إن غياب القيم الأخلاقية والدينية يُعَدُّ سببًا آخر لظهور الحقد والحسد في نفوس الناس؛ فالأخلاق الرفيعة والعالية تُهذِّب النفس، وتدعوها للرضا بما قسم الله، والاستمتاع والفرحة بالموجود، وترك الحسرة على المفقود الذي قد يكون لدى الآخرين الذين يحسدهم البعض، ولا يعلم أحد عن ماذا يفقدون.

ولفَهْم الحاقد الحاسد علينا أن ندرك أنه ليس عدوًّا، بل شخصًا يحتاج إلى المساعدة والتفهم والتعاطف.. يجب النظر إلى داخله، وليس إلى سلوكه فقط؛ لأن تصرفاته السلبية هي انعكاس لجرح داخلي عميق؛ يحتاج إلى تطبيب وعناية.

علينا تجنُّب مواجهته والدخول في معارك لفظية معه؛ لأنه مريض؛ ويحتاج إلى صبر وعلاج واهتمام.

وحتى نساعده يجب أن نتعامل معه بحب ومشاعر طيبة، ثم اهتمام؛ حتى نكسب قلبه، ثم نبدأ بالتوعية بمخاطر الحقد والحسد بدون إلقاء اللوم المباشر عليه.

يجب أن نوضِّح له أن هذه المشاعر تؤذيه، وتُفسد عليه حياته أكثر من غيره.

كذلك تعزيز ثقته بنفسه أمرٌ بالغ الأهمية.. فمهم أن نساعده على التركيز على مواهبه وإنجازاته بدلاً من مقارنة نفسه بالآخرين.

كذلك اللطف والابتسامة عند مقابلته، وإشعاره بالمحبة، واحتواؤه.. يمكن أن تملأ فراغه الداخلي، وتُشعره بأنه مقبول، وله مكانة ووجود داخل المجتمع.

وتشجيعه وتحفيزه على طلب المعونة من الله هو الطريق الأسرع لتطهير النفس، وتنقيتها من شوائب الحقد والحسد.

ودعوته للتغيير التدريجي؛ لأنه من الصعب التخلص من هذه المشاعر فورًا؛ فالتغيير يحتاج لوقت ودعم وتذكير مستمر وصبر؛ حتى تعود النفس إلى الوضع المقبول المريح للمريض نفسه، وكذلك من حوله من أهل وأقارب وأصدقاء.

ومن الأهمية بمكان تذكير المُبتلَى بالحقد والحسد بأن في هذا الشعور ذنبًا عظيمًا؛ لأنه يعترض على الله، وعلى توزيعه الأرزاق والأقدار.

يجب أن نردد أمامه قول الله تعالى {ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ}، ثم نقنعه بأن لديه من النعم والمواهب التي يجب أن يحمد الله عليها، ويستثمرها بالشكل الصحيح، ويتجنب التفكير فيما لدى الآخرين.

وفي ختام مقالي هذا أود أن أؤكد أن الحاقد الحاسد ليس عدوًّا يجب الابتعاد عنه أو التخلص منه، بل إنسانًا بحاجة إلى يد حانية، تمتد له، ثم تساعده على الشفاء.

إذا تعاملنا معه بتفهُّم ورحمة ومحبة يمكننا أن نحوِّله من شخص مليء بالمشاعر السلبية إلى فرد مسالم قادر على العيش بحب ورضا وسلام، وينتقل من شخص كارهٍ للآخرين إلى مُحب يتمنى الخير لنفسه ولهم، ويدعو باستمرار لهم في ظهر الغيب بأن يبارك لهم الله فيما أعطاهم من نِعَم.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق رياضة : لأول مرة.. بث مباشر لمناظرة إفريقية بين المرشحين لمنصب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي
التالى أخبار العالم : تنظيم60 اجتماعًا فنيًا واجراء 33ألف جلسة علاج طبيعى فى نوفمبر بالدقهلية