الاثنين 20 يناير 2025 09:54 مساءً
أكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية أن الغش في الامتحانات يُعد سلوكًا محرمًا شرعًا، ويُخالف القيم والأخلاق التي يدعو إليها الإسلام.
الغش لا يقتصر على إهدار الحقوق، بل يُساهم في تقويض مبدأ تكافؤ الفرص، ويؤدي إلى آثار سلبية عميقة على الفرد والمجتمع.
الإسلام وحثه على طلب العلم
حث الإسلام على طلب العلم بجدّ واجتهاد، واعتبره عبادة عظيمة لها آدابها، أبرزها:
- الإخلاص لله تعالى.
- تقوى الله ومراقبته في السر والعلن.
- التحلي بمكارم الأخلاق والابتعاد عن كل ما يُغضب الله.
طلب العلم يُعد من أهم السبل لرفعة الأمم وتقدمها؛ قال الله تعالى:
- {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} [المجادلة: 11].
- {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} [الزمر: 9].
آثار الغش في الامتحانات
الغش يُحدث خللًا في القيم المجتمعية ويؤدي إلى:
- إهدار الحقوق: حيث تُمنح الدرجات والتقديرات لغير الأكفاء.
- إضعاف همم المجتهدين: عندما تُسوى جهودهم مع غيرهم من المهملين.
- هدم مبدأ تكافؤ الفرص: ما يُؤثر بالسلب على الثقة بالمؤسسات التعليمية والمهنية.
- إضعاف الأمة: إذ يتولى غير المؤهلين المسؤوليات، مما يؤدي إلى ضعف التقدم والتنمية.
تحريم الغش والتعاون عليه
الغش محرم شرعًا، وجعل الإسلام الإعانة عليه إثمًا؛ استنادًا إلى قوله تعالى:
- {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة: 2].
كما أن النبي ﷺ تبرأ من الغشاشين بقوله:
- «مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنِّي» [رواه مسلم].
هذا الحديث يُبيّن أن الغش لا يتوافق مع صفة المسلم الصادق.
دعوة للالتزام بالقيم الإسلامية
يدعو مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية إلى الالتزام بالقيم الإسلامية في طلب العلم، وتحقيق التنافس الشريف الذي ينهض بالمجتمع والأمة. فالإسلام دين يُعلي من شأن العِلم وأهله، ويُحذر من كل ما يهدم القيم والمبادئ.
لا تتدخل فيما لا يعنيك.. فضيلة أخلاقية وهدي نبوي
"من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه"، حديث نبوي شريف يحمل في طياته درسًا عظيمًا في السلوك الإنساني والوعي الاجتماعي.
يدعو هذا الحديث إلى الالتزام بما ينفع الفرد والمجتمع، والابتعاد عن التدخل في شؤون الآخرين أو الانشغال بما لا يخص الإنسان، وهو مبدأ أخلاقي يعزز التوازن النفسي والاجتماعي.
التوجيه النبوي في الحديث
جاء هذا الحديث ليؤكد أن الإسلام دين يهتم بجوهر الأخلاق، ويركز على ما يُصلح حياة الإنسان. فـ"ترك ما لا يعنيك" يعني:
الامتناع عن التدخل في شؤون الآخرين دون سبب مشروع.
التركيز على ما ينفع الإنسان في دينه ودنياه.
تجنب الفضول والتطفل الذي يؤدي إلى المشكلات والخلافات.
أبعاد الحديث في حياة المسلم
1. تعزيز الهدوء النفسي
الانشغال بما يخصك فقط يجنبك القلق والتوتر الناتج عن الخوض في أمور الآخرين. فالتركيز على الذات يمنحك فرصة للتطور وتحقيق السلام الداخلي.
2. حفظ العلاقات الاجتماعية
التطفل غالبًا ما يؤدي إلى سوء التفاهم والمشاحنات. وعندما يلتزم الإنسان بترك ما لا يعنيه، تصبح علاقاته بالآخرين أكثر ودية واحترامًا.
3. بناء مجتمع متماسك
الالتزام بهذا المبدأ يحد من انتشار القيل والقال، ويعزز ثقافة الخصوصية واحترام حدود الآخرين، مما يساهم في استقرار المجتمع.
تطبيق الحديث في حياتنا اليومية
- ضبط النفس على وسائل التواصل
في عصر السوشيال ميديا، بات الفضول سمة شائعة، لكن المسلم مطالب بالامتناع عن التدخل في حياة الآخرين أو نشر الشائعات.
- الانشغال بما ينفع
استثمر وقتك في تطوير نفسك، سواء كان ذلك من خلال التعلم، العمل، أو العبادة.
- التماس العذر للآخرين
إن رأيت ما يثير فضولك، فتذكر دائمًا أن لكل شخص خصوصيته، وترك الأمر لله أولى.
دعوة للتأمل والعمل
إن هذا الحديث النبوي يعكس عمق رسالة الإسلام في بناء الفرد والمجتمع على أساس من الأخلاق والوعي.
فعندما يلتزم المسلم بترك ما لا يعنيه، فإنه يحقق حسن إسلامه، ويزرع في نفسه السكينة، وفي مجتمعه السلام.