أخبار عاجلة
وزير الدفاع المصري يتفقد القوات الجوية -

اخبار اليوم : "سأقبّل الأرض".. غزة تُلملمُ جراحَها ومئات الآلاف يعودون إلى منازلهم المدمَّرة بالتفصيل

تم النشر في: 

19 يناير 2025, 10:54 صباحاً

تشهد غزة، بعد أشهر من الصراع الدامي، لحظات ترقب حذرة مع بدء سريان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، فبينما تتجه أنظار العالم إلى هذه البقعة الصغيرة المحاصرة، يستعد مئات الآلاف من النازحين للعودة إلى منازلهم، أو ما تبقى منها، في مشهدٍ يمزج بين الأمل المرير وواقع الدمار الشامل.

هذه العودة ليست مجرد حركة سكانية؛ بل هي رحلة إلى قلب المأساة، حيث تتداخل ذكريات الماضي القريب مع تحديات الحاضر القاسي ومخاوف المستقبل المجهول. إنها عودة إلى أرضٍ مُثخنة بالجراح، أرضٍ شهدت فصولًا من المعاناة والنزوح، لكنها أيضاً أرضٌ تحمل في طياتها جذور الهوية والانتماء، أرضٌ يُقبّلها أهلها رغم كل شيء.

شبح الحرب

ولم تكن الحرب الأخيرة مجرد جولة عابرة من العنف، بل كانت زلزالاً ضرب غزة بعنف، مخلفاً وراءه دماراً هائلاً في البنية التحتية والمنازل والأرواح، فقد تحوّلت أحياءٌ بأكملها إلى أنقاضٍ، وأصبح البحث عن المفقودين واستعادة رُفات الضحايا مهمة مؤلمة تُضاف إلى معاناة السكان، فإضافة إلى الخسائر البشرية الفادحة، يُقدّر عدد الذين ما زالوا تحت الأنقاض بالآلاف، ما يزيد من حجم المأساة الإنسانية. هذا الواقع المرير يجعل العودة إلى المنازل بمكانة عودة إلى الرُكام، حيث يواجه العائدون مشهداً قاتماً يجسّد حجم الخسائر التي تكبّدوها. ولم يقتصر الدمار على المنازل فحسب، بل طال أيضاً المدارس والمستشفيات والبنى التحتية الحيوية؛ ما يزيد من صعوبة عودة الحياة إلى طبيعتها.

ولا تقتصر التحديات على الدمار المادي؛ بل تتعداه إلى صعوبة التنقل بسبب نقاط التفتيش الإسرائيلية، خاصةً على طول ممر نتساريم الذي يقسم غزة، وهذا الممر، الذي تحوّل إلى نقطة اختناق حقيقية، يعيق حركة السكان ووصول المساعدات الإنسانية، ما يزيد من معاناة السكان ويعرقل جهود الإغاثة. فضلاً عن ذلك، يواجه العائدون نقصاً حاداً في الاحتياجات الأساسية؛ كالماء والغذاء والدواء، ما يزيد من وطأة الوضع الإنساني المتردي. كما أن انتشار الأمراض والأوبئة يُعدّ خطراً حقيقياً يهدد صحة السكان، خاصةً مع تدهور الوضع الصحي ونقص الخدمات الطبية، وفقًا لصحيفة "الجارديان" البريطانية.

حركة معقدة

يتوقع أن تشهد الأيام المقبلة حركة سكانية واسعة النطاق، خاصةً من جنوب غزة إلى الشمال، حيث يتوق السكان للعودة إلى ديارهم، ومع ذلك، يثير هذا النزوح الجماعي مخاوف من فوضى محتملة، نتيجة الازدحام الشديد على الطرق، وصعوبة تحديد ملكية المنازل المدمّرة أو المتضرّرة. هذا الوضع المعقد يتطلب تنسيقاً دقيقاً وجهوداً مشتركة من جميع الأطراف المعنية لتسهيل عودة السكان وضمان سلامتهم. كما أن وجود مخلفات الحرب؛ كالقذائف غير المنفجرة، يُعدّ خطراً إضافياً يهدّد حياة العائدين.

ووسط هذا الواقع المرير، يظل الأمل شعلة مضيئة في قلوب سكان غزة. فعلى الرغم من حجم الدمار والمعاناة، إلا أن السكان يتوقون للعودة إلى ديارهم ولمّ شملهم مع عائلاتهم. هذا الأمل يجسّده محمد الهبيل؛ الذي يقول: "عندما يبدأ وقف إطلاق النار، سأكون أول مَن يتحرّك نحو بيت لاهيا. سأقبّل أرض مدينتي الحبيبة"، هذه الكلمات البسيطة تحمل في طياتها قوة الإرادة والصمود التي يتمتع بها سكان غزة. هذا الأمل هو الدافع الذي يُحرّكهم نحو إعادة بناء حياتهم من جديد، رغم كل الصعاب.

ولا شك أن إعادة إعمار غزة تمثل تحدياً هائلاً يتطلب جهوداً دولية مكثّفة، فإعادة بناء المنازل والبنية التحتية لا تكفي وحدها، بل يجب أيضاً معالجة الجروح النفسية، التي خلفتها الحرب وتوفير الدعم اللازم للسكان لاستعادة حياتهم، فالسؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل سيتمكن المجتمع الدولي من تحمُّل مسؤوليته تجاه غزة وتقديم الدعم اللازم لإعادة بنائها؟ وهل ستكون هذه الجولة الأخيرة من العنف؟ أم أن غزة ستظل رهينة لصراعاتٍ لا تنتهي؟ هذا ما ستكشف عنه الأيام المقبلة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق رياضة : نص خطبة الجمعة غدًا 17 يناير 2025
التالى رياضة : جيش الاحتلال: توجيهات بتسخير جميع الإمكانات لدعم تنفيذ صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين