أخبار عاجلة

رياضة : الدين الشعبى والتطرف

رياضة : الدين الشعبى والتطرف
رياضة : الدين الشعبى والتطرف

الاثنين 13 يناير 2025 08:42 مساءً

الإثنين 13/يناير/2025 - 08:41 م 1/13/2025 8:41:20 PM

التطرف الدينى ليس كما يشاع يعنى «الخروج على المألوف» أو عما تعارف الناس عليه فى المجتمع فى فترة زمنية ما، لو كان الأمر كذلك لكانت الأديان السماوية كلها تطرفا لأنها جاءت خارجة ومغايرة لما ظل سائدا قبلها قرونا طويلة.
التطرف الحقيقى ووفق التعريفات العلمية بدوائر المعارف العالمية والعلوم الاجتماعية مرادف للكلمة الإنجليزية « DOGMATISM» أى الجمود العقائدى والانغلاق العقلى، ووفق رؤية تحليلية للدكتور سمير نعيم، أستاذ الاجتماع الكبير، بدراسته المعنونة بـ «المحددات الاجتماعية والاقتصادية للتطرف الدينى» فإن هذا الانغلاق أو الـDOGMATISM هو جوهر الفكر الذى تتمحور حوله كل الجماعات المسماة بالمتطرفة.
ولكى نكون على وعى بحركتنا الحالية وهل هى حركة للأمام نحو المستقبل بكل تباشيره ومخاوفه أيضا، أم هى حركة للخلف وراء جبال الانغلاق الراسخة تحت جلدنا وبشرايين أفكارنا – لنقرأ ونتأمل إذن.
يقول الدكتور سمير نعيم بدراسته القيمة والتى نشرت ضمن إصدارات مركز دراسات الوحدة العربية – بيروت 1990 (السياسيون متطرفون حين نجدهم يسلمون بفكر وباتجاه لا يقبل النقاش، ويرفضون رفضا قاطعا الرأى الآخر، ويكرهون من يحمل هذا الرأى، والمعلمون متطرفون حين يفرضون على تلاميذهم الرأى والفكر والمعرفة ولا يقبلون منهم نقاشا أو حوارا أو رأيا، والإعلاميون متطرفون حين يفرضون آراءهم وقيمهم وفلسفتهم على الجماهير، والبيروقراطيون الحكوميون متطرفون حين يتمسكون تمسكا جامدا أعمى بتفسيراتهم لنصوص اللوائح والقوانين، وفى السرة يسود التطرف حين يفرض الأب أو الزوجة أو الم رايهم وتفضيلاتهم وقراراتهم على أفراد الأسرة كافة.
فى مصر نلحظ مستويين من الدين، الدين الرسمى أى الجانب النصى المقدس بما أتى به من تشريع، والمستوى الثانى هو الدين الشعبى، أو بمعنى أدق «التدين الشعبى»، والمقصود به مجمل الفهم الشعبى والممارسات العملية ذات الطابع الدينى ولو من حيث الشكل بالنسبة لغالبية المصريين.
وفى دراسة الباحث الكبير أستاذ الاجتماع، على فهمى «دين الحرافيش فى مصر» يقر بنتيجة محددة وهى أن القهر السلطوى من ناحية والتمايز الطبقى الصارخ من ناحية ثانية، قد أفرز وكرس، على مدى التاريخ الاجتماعى المصري، ميلا عارما لدى غالبية المصريين نحو القدرية والتواكلية والسلبية، وكل هذه السمات المتجذرة وجدت طريقها إلى الظاهرة الدينية وطبعتها بطابعها، ومن ثم تحول الدين النصى تدريجيا إلى دين شعبى، أو بمعنى أدق إلى فهم شعبى للدين النصى وإلى ممارسة شعبية للأحكام الدينية النصية، ساعد عليها فى نصف القرن الأخير انتشار ظاهرة الدعاة بكل أطيافهم وانتماءاتهم، والذين خطفوا فطرة المجتمع المصرى الدينية البسيطة واستبدلوها بفهم صحراوى شديد الجفاف، وتلك قصة أخرى اختلطت فيها تجارة الأديان، بتجارة الدعوة، وسقوط الذمم والضمائر، وانتشار ظاهرة غسيل «الأحوال» لصالح ممالك وإمارات الزمن الطالح.

[email protected]

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق رياضة : ماكرون : يجب احترام اتفاق وقف إطلاق النار في غزة
التالى رياضة : المستندات المطلوبة للتقديم في المدارس المصرية اليابانية 2025