الاثنين 13 يناير 2025 08:06 صباحاً
يحل اليوم في 13 يناير 1922، ذكرى ميلاد الفنان الكبير منير مراد، الذي ترك بصمة مهمة في تاريخ الفن المصري والعربي، حيث أصبح أحد أعلام الموسيقى، والملحن الذي جمع بين عدد من المواهب الاستثنائية، ليُصبح واحدًا من أبرز فناني القرن العشرين.
نشأته
وُلد بالقاهرة في أسرة مصرية يهودية، لكن حياته شهدت تحولاً كبيرًا حينما اعتنق الإسلام في مرحلة لاحقة من عمره.
شقيقه كان الفنانة الكبيرة ليلى مراد، وهو ما جعله ينشأ في وسط فني منذ نعومة أظافره، الأمر الذي ساعده في أن يحقق نجاحًا لافتًا في مجالات عدة.
البدايةمن مسارح القاهرة إلى عالم السينما والتلحين
حمل منير مراد اسمًا حقيقيًا هو "موريس زكي إبراهيم مراد مردخاي"، وبدأ حياته في القاهرة، حيث نشأ في بيئة فنية بفضل والده زكي مراد الذي كان ملحنًا معروفًا في أوائل القرن العشرين، ووالدته جميلة روشو التي كانت يهودية مصرية وابنة متعهد الحفلات إبراهيم روشو.
في البداية، كان منير مراد متوجهًا نحو دراسة الهندسة، لكنه لم يلبث أن ترك كلية الحقوق الفرنسية في عام 1939 وقرر الانخراط في العمل الفني.
لم يكن منير مراد في بدايته يعرف طريقه بوضوح في عالم الفن، فبدأ حياته المهنية في مجال السينما كعامل كلاكيت، ثم انتقل ليعمل مساعد مخرج مع المخرج كمال سليم في نحو 24 فيلمًا خلال فترة الأربعينيات.
كان هذا بداية دخوله إلى عالم السينما، الذي سيكتب له فيه تاريخًا طويلًا.
الموسيقى الراقصة في مصر
كانت بداية منير مراد الحقيقية في عالم التلحين عندما اتجه إلى تلحين الأغاني على موسيقى الجاز التي كانت رائجة وقتها في الغرب.
رغم الصعوبات التي واجهته في بداية مشواره في الترويج لهذه النوعية من الموسيقى وإقناع المنتجين بجدواها، إلا أن أولى خطوات النجاح جاءت من خلال تلحين أغنية "واحد.. اتنين" للفنانة شادية.
هذه الأغنية فتحت أمامه الأبواب وسمحت له بالانتقال من مجرد التلحين إلى التأسيس لنفسه كأحد أهم ملحني الأغاني الخفيفة والمرحة في مصر.
وكان منير مراد رائدًا في مجال الموسيقى الراقصة والاستعراضية في مصر، حيث وضع أشهر موسيقى الرقصات التي كانت تؤديها الراقصات الشهيرات مثل تحية كاريوكا وسامية جمال ونعيمة عاكف.
كما كانت ألحانه تُميز الفترة الذهبية في تاريخ الموسيقى المصرية، حيث قدم العديد من الأغاني المميزة التي تندرج ضمن كلاسيكيات الأغاني الرومانسية في مصر.
التعاون مع شادية إلى عبد الحليم حافظ
حقق منير مراد شهرة كبيرة بفضل تعاونه مع مجموعة من أبرز النجوم في تاريخ الفن المصري والعربي.
فبخلاف شادية، التي كان يشكل صوتها مرادفًا لألحانه الخفيفة، عمل أيضًا مع عبد الحليم حافظ، حيث لحن له مجموعة من أشهر الأغاني مثل "حاجة غريبة" و"إحنا كنا فين".
وكون دويتو غنائي مع شادية في العديد من الأغاني التي نالت إعجاب الجمهور العربي.
على الرغم من أن منير مراد بدأ حياته الفنية في مجال التلحين، إلا أنه كانت له تجارب تمثيلية تميزت عن باقي أعماله.
فقد شارك في عدد من الأفلام السينمائية، كان من أبرزها "نهارك سعيد" في عام 1955، الذي شارك فيه البطولة أمام شادية، وكذلك "أنا وحبيبي" عام 1953، الذي جمعه أيضًا بشادية.
وقدّم في هذه الأفلام أغانيه الخاصة التي تُظهر ابتكاره الفريد في المزج بين موسيقى الجاز والموسيقى الشرقية.
حياته الشخصية
في حياته الشخصية، تزوج منير مراد ثلاث مرات. كانت الأولى من فتاة يهودية إيطالية أنجب منها ابنه الوحيد "زكي"، ثم تزوج الفنانة الشهيرة سهير البابلي في الفترة ما بين 1958 و1967، وهي فترة اعتنق خلالها الإسلام، ليتحول بشكل كامل إلى الدين الإسلامي في عام 1967.
كانت سهير البابلي الحب الحقيقي في حياته، واستمر ارتباطه بها لفترة طويلة رغم الطلاق الذي حدث بينهما في نهاية السبعينات.
أما زواجه الثالث فكان من ميرفت حسني شريف، الأخت غير الشقيقة للفنان تامر حسني، وظل هذا الزواج قائمًا حتى وفاته في 17 أكتوبر 1981.
الحان منير مراد
خلال مسيرته التي امتدت أكثر من عشرين عامًا، لحن منير مراد أكثر من 3000 لحن، وأصبح واحدًا من أهم الملحنين في تاريخ الموسيقى المصرية.
وقدّم ألحانًا لعدد من المطربين والمطربات البارزين، منهم شادية، فايزة أحمد، عبد الحليم حافظ، صباح، ووردة الجزائرية.
من أشهر ألحانه "إن راح منك يا عين" و"أوعى تسيبني" لشادية، و"حاجة غريبة" لعبد الحليم حافظ.
وفاته
توفي منير مراد في 17 أكتوبر 1981 عن عمر يناهز 59 عامًا بعد تعرضه لأزمة قلبية مفاجئة.
ورغم رحيله المبكر، إلا أن إرثه الفني لا يزال حيًا في الأغاني التي أبدعها، وقد شكّل جزءًا لا يُنسى من تاريخ الموسيقى المصرية.