10 ديسمبر 2024, 8:30 صباحاً
عاد سجن صيدنايا، الذي اشتُهر بأنه أحد أبشع رموز القمع والوحشية في سوريا، إلى واجهة الأحداث بعد أن تمّ تداول مقاطع فيديو وصور تظهر جحيم الاعتقال داخله.
وأعاد الحدث فتح ملفات الفظائع المرتكبة في هذا السجن الذي وصفه المعتقلون السابقون بـ "الثقب الأسود الذي يبتلع كل مَن يقترب منه"، و"المسلخ البشري"، حيث كان يذبح النظام السوري السابق شعبه بهدوء.
"الأسد" يهرب من الإجابة
وفي مقابلةٍ سابقةٍ أثارت جدلاً واسعاً، واجه الرئيس السوري الهارب بشار الأسد؛ أسئلة حول صورٍ مسرّبة يُزعم أنها توثّق جرائم قتلٍ وتعذيبٍ ممنهجٍ في صيدنايا، ورد "الأسد"؛ بطريقةٍ أثارت الغضب الدولي، قائلًا: "هل لديكم دليلٌ غير الصور التي لا أعرف مصدرها؟" مشككاً في مصداقيتها ومعتبراً أنها مجرد "دعاية سياسية ومزاعم بلا أساس".
وعندما أشار المذيع إلى امرأة سورية رفعت دعوى تؤكّد فيها أنها تعرَّفت على شقيقها في إحدى الصور، استمر "الأسد" في التنصل، قائلاً: "هذه مجرد مزاعم لا ترقى إلى مستوى الأدلة".
تاريخ مظلم
يقع سجن صيدنايا على قمة تلة شمال دمشق، بمساحة تزيد على 1.4 كيلومتر مربع؛ أي ما يعادل 184 ملعب كرة قدم، وتشير التقارير الحقوقية إلى أن السجن كان منذ اندلاع الثورة السورية في 2011 مكاناً لتصفية آلاف المعتقلين.
ووفقاً لتقرير رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا (ADMSP)، دخل السجن أكثر من 30 ألف معتقل، أُطلق سراح 6 آلاف منهم فقط، بينما يظل الباقون في عِداد المفقودين.
وأشار التقرير إلى أن الجثث غالباً ما تُحنّط بالملح، دون أيّ بلاغٍ رسمي للأهالي، ودون تسليم الجثث إلى ذويهم.
شهادات من قلب الجحيم
دياب سرية؛ أحد مؤسّسي رابطة معتقلي صيدنايا وأحد الناجين من السجن، وصفه بأنه "ثقب أسود يبتلع كل من يقترب إليه"، بينما وصفت تقارير أخرى المكان بـ "المسلخ البشري".
وأضاف سرية: "النظام أراد تحويل صيدنايا إلى أداة لبث الرعب في قلوب السوريين، مكان لا يعود منه أحدٌ، ولا تُعرف نهايته إلا الموت".
انتظار العدالة
على الرغم من تحرير المعتقلين من سجن صيدنايا يوم الأحد، إلا أن مئات من القصص المروّعة تبقى دفينة خلف جدرانه.
ومع تصاعد المطالبات الدولية بفتح تحقيقاتٍ شفافة ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم المرتكبة داخله، يستمر النظام السوري بقيادة بشار الأسد؛ في الهروب من المساءلة، متمسكاً بخطابٍ ينفي كل التهم، بينما ينتظر العالم تحقيق العدالة لهذه الجرائم التي يصفها بعضهم بأنها من أسوأ الفصول في تاريخ الإنسانية.