أخبار عاجلة

رياضة : صفية زغلول.. وثيقة نادرة عن تفاصيل ثروة أم المصريين

رياضة : صفية زغلول.. وثيقة نادرة عن تفاصيل ثروة أم المصريين
رياضة : صفية زغلول.. وثيقة نادرة عن تفاصيل ثروة أم المصريين

الأحد 12 يناير 2025 03:18 مساءً

في ذكري رحيلها..

اسمها في الأوراق الرسمية: "صفية مصطفى فهمي"، ولكن اسمها في صفحات التاريخ :" صفية زغلول"، ولقبها في ذاكرة الأمة المصرية هو : " أم المصريين"

جاءت " صفيه مصطفى فهمي "إلى الدنيا عام 1878، فأطلق عليها والدها اسم "صفية" تيمننا باسم أم المؤمنين "صفية" زوج النبي صلى الله عليه وسلم.

529.jpg

كان ميلادها مقرونابحسن طالع أبيها،الذي كان محافظا لمديرية المنوفيه، وبعد ولادتها باسابيع تم اختياره محافظا للأسكندرية،وبعد شهور تم اختياره وزيرا للأشعال العامة، ثم وزيرا للخارجيةثم وزيرا للعدل، فوزيرا للمالية،ووزيرا للداخلية،ووزيرا للدفاع والبحرية ، ثم تولى رئاسة وزراء مصر مرتين:  الأولى خلال الفترة من 1891 حتى 1893، والثانية من 1895 حتى 1908، ليكون بذلك أحد اطول رؤساء الوزارات في مصر 

وفي منزل والدها السياسي الكبير عرفت " صفيه"  أول ابجديات الحياة، وتلقت العلوم وأتقنت عدة لغات كعادة بنات الطبقات الأرستقراطية وقتها

لم ترث الصغيرة عن أبيها بعض ملامح وجهه فقط، ولكنها استقت منه أيضا أفضل سماته..

يقول المؤرخون:إن" مصطفي باشا فهمي" كان يتميز بتمام الإخلاص  والإستقامة والحرية والصدق في كل عمل من أعمال حياته ".. وهكذا أيضا كانت ابنته صفية

لم ينجب مصطفي باشا فهمي إلا ثلاثة بنات،منهن صفيه ، وثلاثتهندفعن أمير الشعراء  أن يقول فيهن بعضا من اشعاره فقال : إن البناتِ ذخائرٌ من رحمة وكنوز وُدٍّ طاهر ووفاء

ولما بلغت " صفية" عامها الثامن عشر، تزوجت من سعد زغلول الذي كان وقتها قاضيا، ومن هنا بدأت رحلة كفاحها الوطنى  والتي انتهت بها ملكة متوجة على عرش قلوب المصريين

530.jpg

وكما كانت" صفية" تميمة حظ لوالدها، كانت ايضا تميمة سعد لزوجها" سعد زغلول" الذي أصبح بعد سنوات قليلة من زواجه وزيرا للمعارف، ثم قاد الحركة الوطنية والدعوة لاستقلال البلاد من الاحتلال الانجليزي، فقرر الإنجليز نفيه خارج البلاد، على أمل أن يخمد حلم المصريين بالاستقلال إذا غاب عنهم بطلهم" سعد زغلول"، ولكن نفي "سعد" وزملائه خارج البلاد اشعل ثورة المصريين، وحملت" صفية" شعلة الثورة، وتركت منزلها وقادت ثورة النساءفي شوارع القاهرة

وأثناء قيادتها لاحدى المظاهرات النسائية حاصرتهم القوات الإنجليزية ، وقال قائد قوات الاحتلال معنفا لها: من السهل أن نطلق الرصاص عليكن، ولكن ما  يمنعني عن ذلك هو أنكن لستم برجال، فما كان منها إلا أن نزعتنقابها، وردت بصوت عالى: نساء مصر كرجالها الكل ضد الاحتلال فاطلقوا علينا الرصاص إن شئتم"

ولم تتوقف " صفيه " لحظة عن قيادة ثورة المصريين، والمشاركة فيها، وخلال مشاركتها في إحدى المظاهرات  وقفت السكرتيرة الخاصة بها تلقي كلمة على المتظاهرين فقالت:  إن كانت السلطة الإنجليزية الغاشمة قد نفت سعدا  خارج البلاد فإن شريكة حياته وقرينته السيدة صفية زغلول تشهد الله والوطن على أن تضع نفسها في نفس المكان الذي وضع زوجها العظيم فيه نفسه من التضحية والجهاد من أجل الوطن، وأن السيدة "صفية" تعتبر نفسها من الآن أُما لكل أولئك الذين خرجوا يواجهون الرصاص من أجل الوطن والحرية "

وفور إلقاء هذا البيان هتف أحد المتظاهرين قائلا: " عاشت أم المصريين" ومن هنا أطلق المصريون على صفيه زغلول لقب " أم المصريين" وهو اللقب الذي لازمها طيلة حياتها، وبعد مماتها

ويحفظ التاريخ وقائع كثيرة بطلتها " صفيه زغلول" فيذكر أن النساء عندما توافد عليها المهنئونوالمهنئات بعد تولي زوجها "سعد زغلول" رئاسة الحكومة ، ولكنها ردت عليهن بعبارة ذات مغزي عميق فقال: " يجب أن تقدموا لي العزاء وليس التهنئة، فما قيمة رئاسة الحكومة مقابل زعامة الأمة؟

ولما مرت السنوات وقدم "سعد زغلول" استقالة حكومتها احتجاجا على الممارسات الإنجليزية وتدخلها في شئون البلادقالت صفيه زغلول عبارتها  الخالدة: هذا أسعد يوم في حياتي ..مهمتنا الكفاح وليست تولي المناصب"

وبهذه الفلسفة الحياتية قضت " صفيه زغول " سنوات عمرها مناضلة من أجل استقلال البلاد، ومن أجل اقرار الحقوق الكاملة للمرأة المصرية

 وبلغ حب المصريين لها مبلغا لم يسبقها إليه أحد منذ أخر عهد ملكات الفراعنة، لدرجة أن اسمها كان يطلق على جميع المنتجات النسائية التي شهدتها مصر طوال عشرينات وثلاثينات القرن الماضي، بما في ذلك العطور

531.jpg

وتفردت صفية زغلول أيضا بأنها السيدة الوحيدة التي نشرت على الأمة تفاصيل ثروتها عقب وفاة زوجها .. ففور رحيل " سعد زغلول"  حاول أعدائه النيل من سيرته ، فقالوا أنه تركته تضم مبلغ 40 ألأف جنيه ليست ملكه ولكن ملكا للوفد المصري، فما كان منها إلا أن أصدت بيانا  يتضمن كافة تفاصيل ثروتها، ونشرته في الصحف ، وقالت في البيان ما استحق أن يحفظه التاريخ.. قالت صفية زغلول في بيانها:  لم يكف بعض جوي الأغراض  ما نكدت به بفقد قريني العزيز، وما دهى الأمة بوفاة زعيمها الكبير، حتى سولت لهم أنفسهم -  وإن النفس لأمارة بالسوء – أن يطعنوننا في مكان الأمانة وهو أقدس شيء لدينا واختلقوا الأكاذيب حول تركة الراحل الكبير ، الذي عفت يده ونفسه، وضحى بكل عزيز لديه في سبيل أمته، واسندوا لي وله  وجود أموال طائلة وسندات من اسهم قناة السويس  موهمين أنها من أموال الأمة ، وحددوا مقاديرها بما ابتدعته تصويرهم تضليلا للايهام، وإني قطعا لألسنة السوء واجلالا لوفاء الشعب لزعيمه رأيت أن أنشر على الأمه وهي مصدر فخره تفاصيل التركة وهي : 8781 جنيه و33 مليما ما خصني من تركة زوجي لحق الربع في الميراث ، و14 ألفا و779 جنيها و157 مليما قيمة ما هو باقي منذ عام 1915 من إيراد عزبتي بمسجد الوصيف البالغ قدرها 210 فدان و21 قيراط وثلثا سهم، وهو مقدار حصتي من وقف المغفور له والدي  ويدخل في ذلك مبلغ 3050 إيراد هذا العام والذي حصلت عليه بعد وفاة زوجي المرحوم .. وليس لي مال ولا عقار غير دلك وليس لي قبله وبعده مال ولا سندات".. نشرت بتاريخ 3 فبراير 1928

هكذا عاشت " أم المصريين"  وطنية مخلصة ومناضلة لا ترضى عن الحق بديلا، حتى رحلت عن دنيانا في مثل هذا اليوم 12 يناير من عام 1946 

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق رياضة : جناح الأزهر يرد على المشككين في تدوين السيرة النبوية بإصدار جديد
التالى رياضة : وكيل زراعة شمال سيناء: دعم القطاع الزراعي برفح