08 يناير 2025, 10:51 صباحاً
في موسم عطلات استثنائي، أثبت الذكاء الاصطناعي التوليدي أنه اللاعب الأبرز في عالم التجارة الإلكترونية؛ حيث سجل الإنفاق عبر الإنترنت رقمًا قياسيًّا بلغ 241.4 مليار دولار خلال عام 2024؛ بفضل روبوتات الدردشة الذكية، التي غيّرت طريقة تفاعل المستهلكين مع العلامات التجارية. وأصبح التسوق أكثر سلاسة وفعالية؛ فكيف ساهمت هذه التكنولوجيا في تحقيق هذا النمو الكبير؟ وما هي العوامل الأخرى التي دفعت المستهلكين لإنفاق المليارات عبر منصات الإنترنت؟
التحول الرقمي
شهدت الفترة من 1 نوفمبر إلى 31 ديسمبر 2024 ارتفاعًا ملحوظًا في الإنفاق عبر الإنترنت بنسبة 9% مقارنة بالعام السابق؛ وفقًا لبيانات "أدوبي أناليتيكس". وقد تجاوز الإنفاق اليومي حاجز الـ4 مليارات دولار في 15 يومًا، مقارنة بـ11 يومًا فقط في عام 2023. هذا النمو الكبير يعكس تحولًا جذريًّا في سلوك المستهلكين، الذين أصبحوا يعتمدون بشكل متزايد على التكنولوجيا لتلبية احتياجاتهم التسويقية؛ وفقاً لشبكة "فوكس نيوز" الأمريكية.
وروبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي التوليدي كان لها دور محوري في هذا التحول؛ فقد ارتفعت حركة المرور إلى مواقع التجزئة من خلال هذه الروبوتات بنسبة 1.300% مقارنة بالعام الماضي. وفي يوم "الاثنين السيبراني"، وهو أحد أهم أيام التسوق عبر الإنترنت، قفزت حركة المرور بنسبة 1.950% بفضل هذه التكنولوجيا. هذه الأرقام تؤكد أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد أداة ترفيهية؛ بل أصبح شريكًا أساسيًّا في تجربة التسوق.
تجربة المستهلك
وفي استطلاع أجرته "أدوبي" على 5.000 مستهلك أمريكي، أفاد 70% من المشاركين الذين استخدموا الذكاء الاصطناعي التوليدي بأنه يحسّن تجربة التسوق لديهم. وأظهرت البيانات أن 20% من المستهلكين يستخدمون هذه التكنولوجيا للعثور على أفضل العروض، بينما يعتمد أقل من 20% عليها للبحث عن منتجات محددة، و15% يستخدمونها للحصول على توصيات بالعلامات التجارية.
ولم يقتصر التحول على الذكاء الاصطناعي فقط؛ بل شمل أيضًا تغيرًا في طريقة الوصول إلى منصات التسوق؛ فقد اعتمد المتسوقون على الهواتف الذكية أكثر من أي وقت مضى، حيث ساهمت هذه الأجهزة بأكثر من 54% من إجمالي عمليات الشراء عبر الإنترنت. كما تم إجراء 80% من معاملات "اشترِ الآن وادفع لاحقًا" عبر الهواتف الذكية؛ مما يؤكد تفضيل المستهلكين للخيارات المرنة والسريعة.
مستقبل التجارة
وقال فيفيك بانديا، المحلل الرئيسي في "أدوبي ديجيتال إنسايتس": إن هذا الموسم أظهر أن "التجارة الإلكترونية يتم إعادة تشكيلها من قبل مستهلكين يفضلون الآن إجراء المعاملات على شاشات أصغر والاعتماد على خدمات مدعومة بالذكاء الاصطناعي للتسوق بكفاءة أكبر". وأضاف أن تجار التجزئة يقدمون خدمات وتجارب جديدة تجذب انتباه المستهلكين الذين يتسوقون الآن بطرق مختلفة ومبتكرة.
ومع استمرار تطور التكنولوجيا وزيادة اعتماد المستهلكين على الذكاء الاصطناعي والأجهزة المحمولة؛ يُطرح السؤال: كيف ستستجيب العلامات التجارية لتلبية توقعات المستهلكين المتغيرة؟ وهل سنشهد مزيدًا من الابتكارات التي تعيد تعريف تجربة التسوق في المستقبل القريب؟