تواجه مدينة لوس أنجلوس واحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية في تاريخها على الإطلاق فالحريق الذي اندلع في محيط المدينة لا يزال يلتهم الأرض بلا هوادة
حيث أعلنت السلطات الأميركية عن مقتل خمسة أشخاص على الأقل نتيجة لهذه الحرائق التي لا تزال خارج السيطرة وذلك في وقت تكثف فيه الجهود للسيطرة عليها
أكد قائد شرطة مقاطعة لوس أنجلوس أن الوضع يزداد خطورة بشكل يومي مشيرا إلى ارتفاع حصيلة القتلى من شخصين إلى خمسة مع استمرار الحريق في التوسع
وأضاف أن الوضع ما زال متقلبا للغاية وأنه لا يمكن لأحد التنبؤ بما سيحدث مع استمرار الرياح العاتية في تأجيج ألسنة اللهب داعيا إلى الحذر الشديد من توقعات مرعبة بالمزيد من الضحايا في الأيام المقبلة
اندلعت النيران في العديد من الأماكن في لوس أنجلوس حيث اجتاحت أكثر من ألف منزل ودمرت العديد من المباني وقد أدت هذه الحرائق إلى إخلاء عشرات الآلاف من السكان في المنطقة والمدينة التي تصنف الثانية من حيث الحجم في الولايات المتحدة تواجه تحديا كبيرا في السيطرة على الوضع الذي خرج عن السيطرة بسرعة محملاً خسائر ضخمة
انتشر الدخان والرماد في الهواء بشكل كثيف مما جعل السلطات تصدر تحذيرات صارمة بشأن تدهور جودة الهواء في جنوب ولاية كاليفورنيا بشكل كامل هذا الدخان الذي تساقط على المناطق المحيطة أضاف طبقات من الجسيمات السامة في الهواء التي تشكل تهديدا مباشرا لصحة الناس حيث يعاني السكان من تفاقم الأمراض التنفسية والقلبية بسبب وجود مستويات مرتفعة من المواد السامة في الأجواء
يعتبر الدخان الناجم عن الحرائق بمثابة تهديد مباشر للأطفال وكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة الذين يعانون من مشاكل في القلب والرئتين حيث يعتبرون الأكثر عرضة للمعاناة من هذه التسممات الهوائية كما يشير الأطباء إلى أن هذا الدخان قد يسبب مضاعفات خطيرة قد تصل إلى النوبات القلبية الحادة وزيادة شدة الأزمات التنفسية لدى المصابين بالربو مما يضع المستشفيات في وضع بالغ الصعوبة في ظل الطوارئ الصحية الحالية
ولم تكن هذه الحرائق التي اجتاحت المدينة عادية فقد وصفت بأنها من أكبر الكوارث في تاريخ لوس أنجلوس الحديث بما تشمله من دمار هائل تهدد بزيادة الخسائر المادية والبشرية في المدينة وفي ظل هذه الكارثة يتوقع المسؤولون أن يمتد التأثير إلى مجالات أخرى فقد تتعرض المستشفيات إلى ضغط كبير حتى على مستوى الإخلاء بسبب الحرائق المحيطة
نسخ الرابط تم نسخ الرابط