07 يناير 2025, 1:23 مساءً
قدّم أستاذُ المناخ بجامعة القصيم "سابقًا" نائب رئيس جمعية الطقس والمناخ السعودية الدكتور عبدالله المسند؛ صورةً متكاملة عن طبيعة درجات الحرارة بالسعودية في فصل الشتاء، وتحديدًا في أشهُر "ديسمبر، يناير، فبراير"، مشيرًا إلى أن السعودية بلد شاسع واسع، ومساحتها أكثر من 2 مليون كم2، وتتكون من 13 منطقة، كل منطقة بمساحة دولة أو أكثر؛ ما يضفي عليها تنوعًا في درجات الحرارة.
وأوضح "المسند"، عبر حسابه على منصة "إكس"، أنّ السعودية تمتدُّ من دائرة عرض 16 شمالًا حتى دائرة عرض 32 شمالًا، بمجموع 16 درجة عرضية، وهذا لا يتكرر إلا في دول قليلة، وهذا الامتداد الجغرافي يؤثر بالضرورة على زاوية سقوط أشعة الشمس على كل دائرة عرضية، ومن ثم تباين درجة الحرارة الكبير بين الشمال والجنوب، حتى تجد الفرق بين درجة الحرارة الصغرى في طريف وبين جازان في فصل الشتاء يصل إلى نحو 21 درجة مئوية، وهذا تباين كبير جدًّا، بل إن وقت الظهر في طريف أبرد من الفجر في جازان.
وأضاف: "من جهة أخرى فإن تضاريس السعودية متباينة الارتفاع من بضعة أمتار فوق سطح البحر في بعض المدن والمحافظات الساحلية إلى نحو 3000م في جبل السودة في أبها، وإذا اجتمع العاملان: الارتفاع عن سطح البحر، وكون الموقع يقع أقصى الشمال السعودي؛ فهنا تنخفض درجة الحرارة لتسجل الدرجة الأدنى في السعودية، بل في جزيرة العرب، ويمثل هذا قمة جبل اللوز في سلسلة جبال مدين شمال غرب تبوك بارتفاع يبلغ 2549م.
وتابع: "يمكن القول، وفقًا للإحصائيات التاريخية الرقمية: إنّ أبرد المحافظات السعودية في فصل الشتاء تقع شمالي منطقة الجوف ممثلة في محافظتَيْ طريف والقريات، يلي ذلك مدن ومحافظات شمالية أخرى؛ وهي على الترتيب: الأبرد أولًا: عرعر، ثم حائل، ثم سكاكا، ثم تبوك، ثم رفحاء".
وأردف: السبب في برودة طريف والقريات شتاءً هو موقعهما في أقصى الشمال السعودي قريبًا من مؤثرات الكتل الهوائية الشمالية الباردة، علاوة على ذلك أن هذا الموقع يجعل زاوية سقوط أشعة الشمس عليهما هي الأكبر ميلًا في فصل الشتاء على مستوى السعودية، في حين أن أدفأ منطقة شتاءً هي منطقة جازان ممثلة في العاصمة جازان، ثم منطقة مكة المكرمة ممثلة في محافظة جدة ثم مكة.
وأبان: "على وجه الإجمال وفي فصل الشتاء كلما اتجهنا شمالًا انخفضت درجة الحرارة، وكلما ارتفعنا عن مستوى سطح البحر انخفضت درجة الحرارة، وكلما اقتربنا من الساحل ارتفعت درجة الحرارة نسبيًّا، خاصة الساحل الغربي، وعلى وجه التحديد الأوسط والجنوبي منه.
واختتم يقول: "تعمل جبال الحجاز والسروات عامل حجز ضد توغل الكتل الهوائية الباردة والقادمة من الشمال والشمال شرقي؛ لذا نجد المواضع الجغرافية التي تقع إلى الغرب من جبال السروات أدفأ من المواضع التي تقع إلى شرقها منها على وجه العموم، والله أعلم".