الأحد 8 ديسمبر 2024 11:33 مساءً
اكتشف علماء الآثار مجموعة من أكثر من عشرة جماجم بشرية مكسورة في موقع قرية تعود إلى العصر الحجري في إيطاليا، وهي اكتشاف قد يعزز فهمنا لكيفية ارتباط البشر القدماء بأسلافهم.
تم العثور على جماجم وفكوك مكسورة تعود لحوالي 15 فردًا في كومة في مركز قرية ماسيريا كاندلارو بمنطقة بوليا في إيطاليا، حسب ما أظهر الباحثون. كانت العظام موجودة في بناء ما قبل تاريخي في موقع الحفر، وهو قرية صغيرة محاطة بخنادق متداخلة تعود إلى الفترة من 5500 إلى 5400 قبل الميلاد.
تقديس الأسلاف وأثرهم الروحي
أوضح الباحثون أن إعلان فرد متوفى كـ "سلف" كان مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بالقرابة، مما يعكس القوة الاجتماعية أو الوجود الذي كان يتمتع به بين الأحياء. في العديد من الثقافات القديمة، كان يُعتقد أن الأسلاف يمتلكون قوى روحية ويعملون كمرشدين أخلاقيين.
التركيب النهائي لعظام الجماجم في القرية
قال الباحثون إن الأجزاء المكسورة من الجماجم التي تم العثور عليها في إيطاليا كانت على الأرجح مرتبطة بطقوس موجهة نحو أسلاف محددين، بدلاً من أن تكون جزءًا من طقوس دفن تقليدية. وأضافوا: "التحول الأنطولوجي للإنسان المتوفى إلى سلف يتحقق دائمًا تقريبًا من خلال تحويل بقاياه الجسدية".
اكتشاف الهيكل متعدد الوظائف
في الدراسة الأخيرة، التي نُشرت في ، حفر الباحثون في هيكل بالقرية يُسمى "الهيكل Q"، والذي احتوى على طبقات من الأدوات المنزلية والطقوسية. وُجد أن الهيكل كان أقدم منطقة استيطان معروفة في ماسيريا كاندلارو، لكنه يعود إلى فترة تلت استيطان القرية بحوالي نصف ألفية.
تم العثور على ميزة غارقة تحتوي على طبقات متناوبة من مواد منزلية وطقسية، وكان أحد الطبقات العليا يحتوي على قطع من الجماجم، معظمها تعود للذكور، مع التربة التي تغطيها.
طابع تقليدي طويل الأمد لاستخدام الجماجم
قال الباحثون إن "الهيكل Q كان على الأرجح مساحة متعددة الوظائف أعيد استخدامها لاحقًا للأنشطة الطقسية". وقد تم تحليل الجماجم وتحديد أنها تعود إلى الفترة بين 5618 و5335 قبل الميلاد، وكانت العظام تظهر عدم وجود علامات إصابات مميتة أو صدمات تم شفاءها.
استنادًا إلى هذه النتائج، استنتج الباحثون أن العظام تعود لأفراد عاشوا عبر قرون، "ربما بين ست إلى ثماني أجيال". وأضافوا: "تمثل مجموعة الجماجم هذه مجموعة كانت تتغير باستمرار، ولكن طول مدة استخدامها يشير إلى تقليد مستمر في الاستخدام والتعديل والتوسيع".
استخدام طقوسي بعيد عن العنف
أكد الباحثون أن الجماجم لم تظهر أي علامات لقص أو إصابات تشير إلى العنف، مما يشير إلى أنها لم تُجمع كغنائم حرب، بل كانت تستخدم في طقوس دينية. وأوضحوا أن "الدفن النهائي للعظام ربما لم يكن جزءًا من الطقوس، بل كان ببساطة عملية إنهاء استخدامها بعد حياتها".
"كان هؤلاء الأفراد في الغالب من الذكور، وجُمعت عظامهم على مدى قرنين من الزمن واستخدمت بنشاط، مع تمثل هذه المجموعة العلامة النهائية للتخلص من مجموعة طقسية".