06 ديسمبر 2024, 3:39 مساءً
حذر استشاري جراحة المخ والأعصاب والأستاذ المساعد في قسم العلوم العصبية بجامعة الفيصل الدكتور إبراهيم الثبيتي، من ظاهرة وصفها بـ”تعفن الدماغ”، مشيرًا إلى أن الإدمان على استهلاك المحتوى السريع، والسطحي، وغير المنتظم عبر منصات التواصل الاجتماعي يشكل خطرًا كبيرًا على القدرات الذهنية والفكرية، خاصة بين الأطفال والمراهقين.
وأوضح "الثبيتي"، خلال ظهوره اليوم في برنامج "MBC في أسبوع"، أن "تعفن الدماغ" يعبر عن التدهور الملحوظ في الأداء العقلي والنفسي نتيجة الاعتماد المفرط على مقاطع الفيديو القصيرة والمتقطعة، والتي وصفها بأنها "محتوى تافه" يفتقر إلى العمق السردي والفائدة.
أضرار جسيمة على العقل والجسم
وأشار إلى أن الاستخدام المطول للهواتف الذكية يؤدي إلى إجهاد العصب البصري وتشويش النشاط العقلي؛ بسبب التركيز لساعات طويلة على شاشة صغيرة.
وأضاف أن هذا النوع من الاستهلاك للمحتوى يسبب تشتيتًا فكريًا، مما يؤدي إلى تدهور في التفكير المركب والاستيعاب، وقد يصل إلى حد التأثير على تطور الدماغ عند الأطفال.
واستشهد "الثبيتي" بدراسات أجريت في مستشفى الملك فيصل، كشفت أن الأطفال المدمنين على الأجهزة الإلكترونية يعانون من ضعف في الذاكرة والإدراك، إضافة إلى تراجع قدراتهم على التفكير المعقد.
كما أشار إلى تجربة عملية قام بها قسم جراحة الصرع، حيث أظهرت مراقبة نشاط المخ تأثره الفوري بمجرد وجود جهاز إلكتروني بجانب المريض.
إدمان يومي ومخاطر مستقبلية
أكد "الثبيتي" أن الاستخدام المفرط للأجهزة الإلكترونية بات ظاهرة يومية، بل لحظية، مشددًا على أن هذه العادة تؤدي إلى زيادة مستويات التوتر والقلق، ما يفاقم الآثار السلبية على المدى الطويل، وأضاف أن الأطفال الذين يقضون ساعات طويلة على هذه الأجهزة يُحرمون من تنمية مهاراتهم الإبداعية، الذهنية، والإدراكية في مرحلة هي الأهم لتطور عقولهم.
دعوة لإنقاذ الأجيال القادمة
ووجه "الثبيتي" رسالة تحذيرية إلى الأهالي، مؤكدًا أن التربية الصحيحة تتطلب إشراك الأطفال في أنشطة ذهنية وبدنية، مثل القراءة والرياضة، واعتبر أن استخدام الأجهزة الإلكترونية كوسيلة لإسكات الطفل أو تسليته هو بمثابة تدمير صامت لمستقبله الفكري.
وختم تصريحه قائلاً: "نحن نواجه آفة اجتماعية تستنزف عقول أجيالنا القادمة، ويجب علينا التحرك سريعًا للحد من هذه الظاهرة، وإعادة بناء الوعي بأهمية المحتوى الجيد في تطوير القدرات الفكرية".
يُذكر أن "تعفن الدماغ" ليس مجرد مصطلح بل تحذير علمي من كارثة فكرية وثقافية تهدد مستقبل الأجيال إذا استمر إدمان المحتوى السريع والتافه في السيطرة على حياتنا اليومية.