22 ديسمبر 2024, 8:57 مساءً
عندما تشاهد الألعاب الأولمبية التي يشارك فيها أكثر من مائتي بلد، وتُعتبر المنافسة الرياضية الأولى في العالم، ربما تستغرب من حصد بعض الدول الكثير من الميداليات الذهبية والفضية والبرونزية، وكيفية حصولهم على هذا العدد من الميداليات. هذا الاستغراب سيزول إذا علمنا أن تلك الدول تركز منذ الصغر على تدريب أبنائها على الألعاب الفردية في المدارس والأندية، وتعطيها الاهتمام الكامل؛ ليصبح المتدرب مُحبًّا وهاويًا لتلك اللعبة؛ ليبدع فيها مستقبلاً.
لا يمكن لأي دولة أن تحقق نجاحًا لافتًا وحضورًا كبيرًا في الألعاب الأولمبية بدون الألعاب الفردية التي يستطيع لاعب واحد في تلك الألعاب أن يحقق ما يحصل عليه فريق كامل في الألعاب الجماعية.
يوجد طلبة - بدءًا من المرحلة المتوسطة فما فوق - لديهم ميول لتلك الألعاب، ويمكن استثمار تلك الهواية بتنميتها وتقويتها والتدريب عليها؛ لنصنع من ذلك الشبل بطلاً، يرفع اسم بلده عاليًا في المحافل الدولية.
الأندية في أغلبها لا تركز إلا على كرة القدم، وربما على لعبتين أو ثلاث جماعية فقط، وما عداها يتم إهماله؛ وهو ما يجعل صناعة أبطال في تلك الألعاب أمرًا صعبًا، ولكن لو كانت تلك الأندية تهتم بهذا النوع من الرياضات، وتعطيها ما تستحق من الاهتمام، فإننا سنصنع أبطالاً في مختلف الألعاب، ينافسون بكل جدارة للحصول على المراكز الأولى.
البداية من المدارس والأندية التي يمكن من خلالها تهيئة الأجواء المناسبة لصنع الأبطال، وتدريبهم، وشحذ هممهم.
وفي حال تميَّز بعض الطلبة في لعبة مُعيَّنة يمكن التنسيق مع اتحاد اللعبة للحضور، ومعرفة ما يمكن تقديمه لهذا الطالب بعد التنسيق مع أهله، وتبنيه من قِبل اتحاد اللعبة؛ ليصبح بطلاً يُشار إليه بالبنان.
توجد دول لم تُعرف إلا من خلال حضورها في الألعاب الفردية؛ إذ يحصد عدَّاؤوها العديد من الميداليات في البطولات الأولمبية وبطولات ألعاب القوى؛ ما يعني أن المشاركة في تلك المنافسات وتحقيق الإنجاز يعطيان توهجًا وسمعة كبيرة، وحضورًا لتصبح تلك الدول محط أنظار العالم؛ وهو ما ينسحب على دعم القطاع السياحي والثقافي، وإبراز مكنونات ربما يجهلها الجميع قبل ذلك الحضور الرياضي في تلك الألعاب.
بالتأكيد إن الرياضة تحظى بمتابعة واهتمام عالمي؛ لذلك يُعتبر التميز في الألعاب الرياضية دعاية مهمة لأغلب الدول التي تسعى لحجز مقعدها من الاهتمام العالمي.