22 ديسمبر 2024, 2:17 مساءً
في خضم الصراع الدائر في قطاع غزة، يواجه مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا تحديات جسيمة في ظل الحصار الإسرائيلي المستمر، رغم أن هذا المستشفى أحد آخر المعاقل الطبية التي لا تزال تقاوم في المنطقة الشمالية المكتظة بالسكان، حيث يُعاني من نقص حاد في الموارد والإمكانيات، مع استمرار القصف والهجمات، وأصبح المستشفى ملاذًا أخيرًا للمرضى والجرحى، الذين يبحثون عن الأمل وسط اليأس.
أوامر الإغلاق
وأصدرت قوات الاحتلال الإسرائيلية أوامرها بإغلاق المستشفى وإخلاء المرضى والموظفين، مما أثار قلقًا بالغًا لدى الطاقم الطبي، ويقول حسام أبوصفية، رئيس المستشفى: "إن تنفيذ هذا الأمر شبه مستحيل نظرًا لندرة سيارات الإسعاف وعدم القدرة على نقل المرضى بأمان. إن هذه الأوامر تُشكل ضربة قاسية للمستشفى، الذي يُكافح بالفعل من أجل البقاء، وتُثير تساؤلات حول مصير المرضى والموظفين".
ويستضيف المستشفى حاليًا ما يقرب من 400 مدني، بما في ذلك الأطفال حديثي الولادة الذين يعتمدون على الأكسجين والحاضنات، ويُحذر أبوصفية من أن إخلاء هؤلاء المرضى دون مساعدة ومعدات كافية قد يعرّض حياتهم للخطر. إن هؤلاء المرضى، الذين يعانون بالفعل من الإصابات والأمراض، يواجهون الآن خطرًا أكبر مع نقص الموارد الطبية اللازمة لعلاجهم.
وتُصر "إسرائيل" على أن حصارها لثلاث مجتمعات على الحافة الشمالية لقطاع غزة هو جزء من عملية لمنع المقاتلين من إعادة التجمع، وتُشير التقارير إلى أن القوات الإسرائيلية استهدفت البنية التحتية في بيت حانون، مما أدى إلى تصاعد حدة التوتر. إن استهداف البنية التحتية الحيوية، مثل المدارس والمستشفيات، أصبح تكتيكًا شائعًا في الصراع، مما يُعرض حياة المدنيين للخطر ويزيد من معاناتهم.
تفريغ المنطقة
ويتهم الفلسطينيون "إسرائيل" بالسعي إلى تفريغ المنطقة بشكل دائم لإنشاء منطقة عازلة، وهو ما تنفيه "إسرائيل" بشدة، وتُشير الروايات إلى أن القوات الإسرائيلية استهدفت مدرسة في مدينة غزة، مما أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص، بينهم أطفال، إن هذه الاتهامات المتبادلة تُعقد الوضع أكثر، حيث يُحاول كل طرف تحميل الآخر مسؤولية التصعيد والعواقب الوخيمة.
وشنّت قوات الاحتلال الإسرائيلية غارات جوية في جميع أنحاء قطاع غزة، مما أسفر عن مقتل العشرات، وذكرت التقارير مقتل أربعة فلسطينيين في ضربة جوية استهدفت سيارة في مدينة غزة، بينما قُتل آخرون في غارات جوية في رفح وخان يونس. إن هذا التصعيد العسكري المتواصل يُسفر عن خسائر بشرية فادحة، حيث يُعاني المدنيون من تبعات هذه الهجمات العشوائية.
وكثف الوسطاء جهودهم لتأمين وقف إطلاق النار في غزة، بعد أشهر من تجميد المحادثات، وقد تمكنت قطر ومصر من إحراز بعض التقدم في حل الخلافات بين الأطراف المتحاربة، لكن لا تزال هناك نقاط خلافية تعيق التوصل إلى اتفاق. إن جهود الوساطة هذه تُعد بارقة أمل في ظل الصراع المستمر، لكنها تواجه تحديات كبيرة في ظل تعنت الأطراف المتنازعة.
خسائر صادمة
وتُشير الأرقام إلى أن حملة "إسرائيل" على غزة قد أسفرت عن مقتل أكثر من 45 ألف فلسطيني، معظمهم من المدنيين. وقد تشرّد الملايين، ودُمرت أجزاء كبيرة من القطاع الساحلي. إن هذه الخسائر البشرية الفادحة تُلقي بظلالها على مستقبل غزة، حيث يُعاني الناجون من الصدمة واليأس.
ومع استمرار الصراع وتصاعد حدة الهجمات، يبقى مستقبل غزة غامضًا. فهل ستنجح جهود الوساطة في تحقيق وقف إطلاق نار دائم؟ أم أن المنطقة ستستمر في معاناتها وسط دوامة العنف المستمرة؟ إن الإجابة على هذه التساؤلات تظل غير واضحة، حيث يُسيطر الغموض على مصير غزة ومستقبلها.
ويخلف الصراع في غزة وراءه آثارًا إنسانية مدمرة، حيث يُعاني السكان من نقص حاد في الغذاء والماء والرعاية الطبية، كما أن الحصار الإسرائيلي المستمر يُعيق وصول المساعدات الإنسانية، مما يزيد من معاناة السكان.
ويتساءل الكثيرون عن دور المجتمع الدولي في إنهاء الصراع في غزة، فهل يكتفي المجتمع الدولي بإصدار البيانات والقرارات أم إنه يتخذ خطوات ملموسة للضغط على الأطراف المتنازعة؟ إن الإجابة عن هذا التساؤل تُحدد مدى فعالية المجتمع الدولي في التعامل مع الأزمات الإنسانية.