الأحد 8 ديسمبر 2024 12:34 مساءً
تعيش سوريا تحولًا تاريخيًا مع سقوط نظام بشار الأسد، مما يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من البناء الوطني بعد 13 عامًا من الحرب والمعاناة، هذا التطور الكبير يثير تساؤلات جوهرية حول ملامح المرحلة الانتقالية، وشكل الدولة السورية في المستقبل.
وصفت فرح الأتاسي، المتحدثة السابقة باسم قوى الثورة والمعارضة السورية، هذا اليوم بأنه "نهاية معاناة الشعب السوري واستعادة قراره الوطني"، وأكدت أن سقوط النظام يمثل "طي صفحة الهيمنة الإيرانية وولاية الفقيه في سوريا"، معربة عن أملها في أن تكون المرحلة المقبلة مبنية على مشروع وطني شامل يوحد جهود السوريين.
بحسب مهند عزاوي، مدير مركز صقر للدراسات الاستراتيجية، فإن نجاح المرحلة الانتقالية يعتمد على وضع "خريطة طريق واضحة" مدعومة بتنسيق عربي ودولي، وأشار إلى أن الدول العربية أصبحت أكثر استعدادًا لدعم سوريا، لكن ذلك مرهون بتوافق على مشروع سياسي يحقق تطلعات الشعب السوري.
في المقابل، ركز أسعد الزعبي، العسكري السوري المتقاعد الداعم للمعارضة، على أهمية ضبط السلاح وتجنب الصراعات الداخلية، وقال: "التزام الفصائل المسلحة بالمصلحة الوطنية هو حجر الأساس لتجنب أي اقتتال داخلي مستقبلي".
يتسم المشهد السوري الحالي بتعدد الأطياف السياسية والعسكرية داخل المعارضة، مما يخلق تحدياً لتوحيد الصفوف، ووفقاً للمحلل السياسي عادل محمود، فإن هذا التنوع يشكل عقبة أمام الوصول إلى توافق حول شكل الدولة المستقبلية، وأضاف: "قد يكون الحل في تشكيل مجلس عسكري مؤقت لإدارة البلاد، لكن يبقى السؤال حول طبيعة النظام المستقبلي، سواء ديمقراطياً موحداً أم بنظام فيدرالي".
من المتوقع أن يلعب الدور العربي والإقليمي دوراً حاسماً في إعادة الاستقرار لسوريا، وأكد محمود أن "الدول العربية والولايات المتحدة تحتاج إلى رؤية مشتركة لإعادة الإعمار ودعم الاقتصاد السوري".
من جهتها، شددت الأتاسي على ضرورة "رفع العقوبات عن سوريا" كخطوة أولى لدعم الشعب السوري وضمان استقرار المرحلة الانتقالية.
يبقى مستقبل سوريا مفتوحاً على عدة سيناريوهات، وبينما تتطلع القوى الوطنية إلى بناء دولة ديمقراطية موحدة، يحذر المحللون من خطر التقسيم أو اعتماد نظام فيدرالي.
وقال محمود: "ما حدث في دمشق يمثل بداية مرحلة جديدة، لكن مصير المناطق الأخرى، مثل الساحل وشرق الفرات، يحتاج إلى معالجة لضمان وحدة الأراضي السورية".
في ظل التحولات الجارية، يبدو أن سوريا أمام تحدٍ مزدوج: إعادة بناء الدولة ومواجهة التداعيات الإقليمية والدولية التي خلفتها الحرب، ومع ذلك، فإن توحيد الجهود الوطنية والدعم العربي والدولي قد يكون المفتاح لتحقيق تطلعات الشعب السوري في بناء دولته الجديدة.