السبت 7 ديسمبر 2024 08:50 مساءً
لا يستطيع أى من كان أن ينكر أن بلدنا الحبيبة مصر مرت بسنوات عجاف دفعت هى فيها من تاريخها الإنسانى والحضارى والمعرفى الكثير.. ودفع شعبها من أمنه وأمانه واستقراره أيضًا الكثير ولكن مع تولى الرئيس «عبدالفتاح السيسى» زمام الأمور فى هذا الوطن نزولًا على رغبة الملايين من أبناء الشعب المصرى.. «ورغم القرارات الاقتصادية الصادمة التى اتخذت من أجل الإصلاح السياسى والاقتصادى والاجتماعى إلا أن المخلصين من هذا الشعب أدركوا تمام الإدراك وعلموا تمام العلم والمعرفة أن كل هذا من أجل بناء وطن انهارت قواه على يد من لا يستحقون العيش فيه» واستطاعت مصر الخروج من المصير المظلم الذى أراده لها أعداؤها والخائنون.
** يا سادة.. وفى الطيران المدنى.. عانى القطاع ما عاناه الوطن من إرهاصات مرحلة وقفنا فيها جميعًا فى مفترق الطرق لا نعلم إلى أين تأخذنا خطاوينا ودفع من تولوا لواء المرحلة فى تلك الفترة إرهاصات مرحلة ليس لهم يد فيها سوى أنهم سعوا لمساندة الوطن لعبور كبوته.. فلهم كل التحية والتقدير على ما قدموه من أجل مصر فى مرحلة هى الأصعب فى تاريخ حبيبتى مصر.. ومع تولى الرئيس «السيسى» بدأ حصاد الثقة والأمان يؤتى ثماره ويتبوأ الطيران المدنى وأبناؤه المنزلة التى يستحقونها.. ففى عهد وزير الطيران الأسبق الطيار حسام كمال وفى مارس 2016 أعلنت منظمة الطيران المدنى الدولية «الإيكاو» نتائج الاختبارات التى تمت للمتقدمين لشغل وظيفة المدير الإقليمى لمكتب المنظمة بالقاهرة والتى أسفرت عن فوز «محمد عبدالرحمن على رحمة» من بين عشرات المتقدمين من الدول العربية والأوروبية ليكون «أول مصرى يشغل هذا المنصب منذ افتتاح المكتب بالقاهرة عام 1953».. الطيار حسام كمال وزير الطيران وقتها رأى أن هذا الاختيار هو تأكيد لمكانة مصر على المستوى الدولى فى مجال الطيران المدنى.. ويتبوأ الآن محمد رحمة رئيس قطاع النقل الجوى بـ«الإيكاو» وهو منصب دولى يؤكد مكانة مصر الإقليمية والدولية ويعكس وقوفها وراء أبنائها ليتبوأ ما يستحقون من مكانة تشرف الوطن.. وهو ما أكده أيضًا مشاركة وفد من الطيران المدنى برئاسة الطيار سامح الحفنى وزير الطيران فى احتفالية منظمة «الإيكاو» بمناسبة مرور 80 عاما على توقيع اتفاقية الطيران المدنى الدولى فى شيكاغو بالولايات المتحدة وإنشاء المنظمة، وذلك بحضور سالفاتور سياتشيتانو، رئيس الإيكاو، و«خوان كارلوس سالازار» الأمين العام للمنظمة ومحمد رحمة رئيس قطاع النقل الجوى بالمنظمة ولفيف من ممثلى الدول الأعضاء وعدد كبير من وزراء النقل والطيران على مستوى العالم.. تلك المشاركة التى تأتى فى إطار العلاقات الممتدة والتعاون المثمر مع منظمة الطيران المدنى الدولى وتعكس الدور الريادى لمصر كعضو مؤسس فى الإيكاو منذ توقيع اتفاقية شيكاغو فى 7 ديسمبر عام 1944 حيث حضرت مصر مراسم التوقيع فضلًا عن عضويتها الدائمة فى مجلس المنظمة الدولية للطيران المدنى، كما تستضيف مصر المكتب الإقليمى للمنظمة لمنطقة الشرق الأوسط فى القاهرة منذ عام 1953.
<< يا سادة.. اختيار «محمد رحمة» وقتها لم يكن وليس النجاح الأول أو الأخير الذى حققته وزارة الطيران المدنى رغم الإرهاصات التى نالت من الوطن والوزارة أيضًا. فالوزارة حققت نجاحات متتالية فى مجالها وفى مجال الانفتاح الذى دعا إليه «الرئيس السيسى» وبالذات التعاون مع الدول الإفريقية.. فقد نجحت فى استضافة مؤتمر «الإفكاك» والذى وجد إقبالًا كبيرًا من ممثلى القارة السمراء والمسئولين عن شركات الطيران الإفريقية والتى تناولت التعاون فى مجال النقل الجوى وعمل اتفاقيات لتسهيل حركة نقل الركاب بين مدن إفريقيا.. تلك الاستضافة التى تلتها فعاليات أخرى دعمت مكانة الطيران المدنى المصرى فى القارة السمراء حيث استطاعت مصر ممثلة فى وزارة الطيران وشركتها الوطنية مصر للطيران استضافة العديد من المؤتمرات الدولية كان منها على سبيل المثال لا الحصر مؤتمر أمن الطيران بشرم الشيخ.. ومؤتمر ومعرض الطيران الإفريقى 2018، وMaro Africa.. واللذان حققت مصر خلالهما اتفاقيات عديدة وإضافة لمكانتها الإفريقية والدولية.. وكان آخرها استضافة مصر أعمال الجمعية العمومية الـ56 لاتحاد شركات الطيران الأفريقية والتى تعد الثالثة منذ نشأه الافرا حيث كانت الاستضافة الأولى 1969 والثانية عام 2006.. مما يؤكد مكانة مصر الإقليمية وهو ما أكده عبدالرحمن برثى السكرتير العام للاتحاد الأفريقى فى كلمته عن دور مصر الداعم والمستمر للجهود الإقليمية والدولية لتحقيق نهضة القارة الأفريقية من منطلق مكانتها الرئيسية والرائدة فى مجال الطيران المدنى بمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا..
<< يا سادة.. فى يونيو الماضى ٢٠٢٤ استمع رئيس الوزراء دكتور مصطفى مدبولى.. واللجنة المعنية بتعزيز العلاقات المصرية الأفريقية. لعرض وزارة الطيران عن حركة السفر جوًا من وإلى دول القارة الأفريقية، والحصة السوقية لشركات الطيران فى الحركة المباشرة وغير المباشرة لدول القارة الأفريقية، وخطة شركة مصر للطيران لزيادة حركة الطيران بين مصر والدول الأفريقية، مؤكدًا الاهتمام بزيادة عدد خطوط الطيران إلى دول القارة.. وتم عرض عدد من المقترحات لتعزيز حركة الطيران بين مصر ودول القارة الأفريقية، وتحسين تجربة الراكب الإفريقى..
<< يا سادة.. الطيران المدنى المصرى قطاع تختلف طبيعته عن أى قطاع آخر لا لشىء سوى ارتباطه المباشر بالأمن القومى لمصرنا الحبيبة وكلمة طيران مدنى تجعلك تتخيل أنك تتعامل مع قطاع عادى من السهل التعامل مع مفرداته.. ولكن الحقيقة الوحيدة الباقية أنه قطاع حساس جدًا ودقيق من حيث استراتيجياته وأمنه وأمانه واقتصاديات العمل فيه فهو يتعلق بصناعة من أدق وأخطر الصناعات، وهى صناعة النقل الجوى، ومن حيث الاستثمارات الهائلة بالمليارات لبناء وتحديث المطارات الدولية والمحلية، وشراء الطائرات والمعدات، فإن ثمن شراء طائرة واحدة يفوق الاستثمارات المطلوبة لعدة مصانع وهنا تكمن صعوبة قيادة هذا القطاع الحيوى والوطنى لأن العائد المباشر على رأس المال المستثمر يكون عادة منخفضًا بالنسبة لأى مجال آخر، ولكن العائد غير المباشر على باقى قطاعات الدولة كبير جدًا وفى كل المجالات.. فصناعة النقل الجوى لا تحقق الأرباح الكبيرة أو تكلفة رأس المال، حيث تحقق 2% على الأكثر، فى مقابل صناعات أخرى تحقق نحو 8% عائدًا للاستثمار فى مصر.. ومطاراتنا الدولية هى عبارة عن حدود لمصر يجب حمايتها تمامًا ومراعاة اليقظة الدائمة لتأمينها، وأن أكثر من 80% من حركة المسافرين الدولية تتم عن طريق هذه المطارات، ولا أحد يستطيع أن ينكر أنه ليست هناك أخطاء أو ثغرات فلا توجد نسبة 100% فى أى نظام أمنى فى العالم، ولكننا نؤكد أن لدينا منظومة أمنية متكاملة بها عناصر بشرية مدربة وأجهزة على أعلى كفاءة، تلك المنظومة تتطابق مع المعايير والتشريعات والقوانين الدولية الصادرة من منظمة الطيران الدولية «الايكاو».
<< همسة طائرة
.. يا سادة.. لقد استطاع أبناء مصر المخلصون وبدعم من الرئيس السيسى أن يضعوا مصر على الخريطة الدولية والعالمية والإفريقية فى وقت فارق فى تاريخها الإنسانى والحضارى والمعرفى وعلاقاتها بدول القارة التى أهملت لفترات طويلة هذا بخلاف المتربصين بها فى الداخل والخارج فى محاولة لكسر شوكتها كما كسرت هى خريطة التقسيم، والتفتيت للوطن العربى ومزقتها تمزيقًا.. وحدث تلو الحدث واستضافة دولية وافريقية تلو الأخرى… والحقيقة يا سادة التى لا يختلف عليها اثنان أن تلك المرحلة فى حياة الوطن تشهد تضافرًا لكل الجهود المخلصة من أجل رفعة هذا الوطن فى ظل تعاون مثمر وتفانٍ وإخلاص ممن يتبوأون أماكن تنفيذية فى الوطن.. ولأن الطيران المدنى جزء من هذا الوطن فالإخلاص بين قياداته هو السمة السائدة التى تتبلور فى كل وقت.. وكانت دعوة دكتور سامح الحفنى وزير الطيران لزملائه الدكتور محمود عصمت وزير الكهرباء والطاقة المتجددة ورئيس القابضة للمطارات والملاحة الجوية الأسبق وشريف فتحى وزير السياحة والآثار ووزير الطيران الأسبق لأعمال الجمعية العمومية الـ56 لاتحاد لشركات الطيران الأفريقية بالقاهرة بمتحف الحضارة لأكبر دليل على تشريف رجال وقيادات وأبناء الطيران المدنى لقطاعهم فى كل المحافل الدولية حيث تبوأ شريف فتحى أمين عام المنظمة العربية للسياحة قبل أن يصبح وزيرا للسياحة… فشكرًا لكل من يرسم بقلمه فى قيادته لموقع مسئوليته بسمة على شفاه الوطن تدفعه للأمام وتظلل أبناءه بالأمن والأمان.. وشكر خاص لرئيس يبذل أقصى ما لديه من أجل الخروج بحبيبتى مصر مما ألم بها إلى المكانة التى تستحقها شكرًا الرئيس السيسى.