في أول تصريح رسمي له بعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، أدلى نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم بتعليق غير مسبوق يعكس حجم التغيرات السياسية الكبيرة في المنطقة.
وفي مقابلة مثيرة للجدل، أكد قاسم أن “من حق الشعب السوري أن يختار من يحكمه”، وهو تصريح يعكس حالة من التناقض مع السياسات السابقة التي دعم فيها حزب الله الأسد بشكل غير مشروط في مواجهة الثورة الشعبية السورية.
يبدو أن قاسم في هذه التصريحات يفتح الباب لتساؤلات واسعة حول مواقف حزب الله في المستقبل وخصوصاً بشأن علاقة الحزب بالنظام السوري في ظل المتغيرات الإقليمية.
وتابع قاسم تصريحاته المثيرة، حيث دعا إلى تعزيز التعاون بين لبنان وسوريا في الفترة المقبلة، معتبراً أن ذلك يصب في مصلحة البلدين وشعبيهما.
هذه الدعوة تحمل في طياتها بعداً استراتيجياً وتهدف إلى إبقاء النفوذ الإيراني في المنطقة مستمراً، رغم الضغوط الكبيرة التي تتعرض لها سوريا بعد سقوط النظام الذي دام عقوداً.
ولفت قاسم إلى أهمية الاستقرار الإقليمي في مواجهة التحديات المتزايدة التي تطرأ على المنطقة، مؤكداً على أن لبنان يجب أن يكون له دور فعال في صياغة هذا المستقبل.
لكن التصريح الأبرز والأكثر إثارة للجدل كان مطالبة قاسم لسوريا بعدم التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي. في وقت تتزايد فيه الأنباء عن خطوات دبلوماسية عربية تهدف إلى إعادة العلاقات مع إسرائيل، فإن هذا الطلب يعكس موقفاً حاداً من حزب الله حيال أي تحركات في هذا الاتجاه.
يبدو أن الحزب يسعى إلى التأكيد على سياسته الثابتة التي لا تتسامح مع أي خطوة تجاه تطبيع العلاقات مع الدولة العبرية، رغم الضغوط التي تواجهها سوريا من دول المنطقة.
تأتي تصريحات قاسم في وقت بالغ الحساسية بالنسبة للمنطقة، حيث يسود القلق من تزايد الاضطرابات السياسية وتغير موازين القوى.
في الوقت الذي يحاول فيه بعض الأطراف العربية دفع سوريا نحو العودة إلى الحاضنة العربية بعد سنوات من العزلة، يبدو أن حزب الله يواصل موقفه الثابت تجاه النظام السوري ويعمل على إبقاء الباب مفتوحاً أمام دمشق للعودة إلى المشهد الإقليمي، لكن تحت إشراف وتوجيه إيراني مستمر.
نسخ الرابط تم نسخ الرابط
