تعيش مدينة غزة كابوساً مستمراً في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع حيث تتعرض كل منطقة وكل زاوية من القطاع للقصف العشوائي الذي لا يفرق بين البشر والحجر القصف يطال الجميع
بلا استثناء ويزداد بشاعة يوماً بعد يوم قوات الاحتلال تواصل استهدافها لمناطق مختلفة في قطاع غزة بلا رحمة أو تمييز فيما يعيش السكان تحت وطأة هذا الإجرام المتصاعد
البداية كانت من مدينة رفح جنوب القطاع حيث شنت طائرات الاحتلال سلسلة غارات جوية مكثفة على المدينة وسط حالة من الفزع والذعر بين الأهالي استهدفت الغارات مناطق حيوية مأهولة بالسكان وألحقت دماراً واسعاً في البنية التحتية
كما رافق ذلك إطلاق نار كثيف من الآليات العسكرية في منطقة تل الهوا مما أدى إلى إصابات بالغة بين المدنيين العزل المشهد هناك أشبه بحالة حرب شاملة حيث تتوالى أصوات الانفجارات ولا تهدأ لتصبح السماء مظلمة من كثافة الدخان المتصاعد
وفي وسط قطاع غزة لم تسلم مخيمات اللاجئين من هذه الوحشية فقد تعرض مخيم المغازي لقصف مدفعي عنيف استهدف مناطق مكتظة بالسكان القذائف لم تفرق بين الصغير والكبير وأحدثت أضراراً جسيمة في الممتلكات وأوقعت العديد من الإصابات ما بين شهيد وجريح
هناك في المغازي المشهد كان مأساوياً حيث تشاهد الدمار يتناثر في كل مكان والأهالي يحاولون البحث عن مأوى آمن وسط رعب لا يتوقف
وفي شمال شرقي مدينة غزة كانت الكارثة الأكبر حيث استهدفت طائرات الاحتلال مدرسة تأوي نازحين في شارع يافا ما أسفر عن سقوط عدد من الشهداء والجرحى لا يزال العدد النهائي غير مؤكد لكن هناك أنباء تفيد بأن القصف خلف عشرات الإصابات بين من لجأوا إلى المدرسة ظناً منهم أنها ستكون ملاذاً آمناً بعيداً عن جحيم القصف المتواصل إلا أن هذا القصف الجوي لم يترك لهم فرصة للنجاة وتحول ملاذهم الأخير إلى مسرح لجريمة بشعة
قوات الاحتلال لم تكتف بذلك بل واصلت عمليات القصف العشوائي على مختلف المناطق ففي شمال غرب مخيم النصيرات تعرضت المنطقة لقصف مدفعي عنيف آخر حول المخيم إلى منطقة منكوبة الدمار يعم المكان والمشهد لا يختلف كثيراً عن باقي مناطق القطاع حيث تهدم البيوت فوق رؤوس ساكنيها بينما فرق الإنقاذ تكافح من أجل الوصول إلى الناجين تحت الأنقاض
وفي الوقت نفسه شهدت منطقتا الصفطاوي وجباليا في شمال القطاع إطلاق نار مكثف وقصف من آليات الاحتلال التي لا تتوقف عن تدمير كل ما يعترض طريقها إطلاق النار كان عشوائياً ومستهدفاً لكل من يتحرك في تلك المناطق القصف لا يترك مجالاً للحياة ليعاني السكان حالة من الرعب المستمر فلا مأمن ولا مهرب من آلة الحرب الإسرائيلية التي تسعى جاهدة لتحويل القطاع إلى أنقاض
هذه الهجمات المتواصلة تعكس مدى القسوة التي يتعرض لها سكان قطاع غزة في ظل هذا العدوان الغاشم لم تعد هناك مناطق آمنة ولم يعد هناك مجال للهرب من هذا الإجرام المتوحش الذي يطاردهم أينما ذهبوا الدمار يلف غزة من كل جانب والمدنيون يدفعون الثمن الأكبر لهذا التصعيد المستمر
تستمر آلة الحرب الإسرائيلية في حصد الأرواح وتدمير المنازل والبنية التحتية في كافة أنحاء القطاع العالم يشاهد بصمت والعالم العربي في حالة صمت مطبق بينما سكان غزة يعيشون الموت في كل لحظة
نسخ الرابط تم نسخ الرابط