في التاريخ القديم كما الحديث ، شكلت بلاد الشام و دمشق كمدينة عريقة العروة الوثقى لجغرافيا المنطقة السياسية ، ممر الغزاة او منبع المقاومة لا فرق ، كون رمزية المكان تاريخيا تفرض عدم الاستعجال في تثبيت صورة واضحة المعالم لسقوط نظام الاسد ، بعد 52 عاما افترضها اركان النظام انها مؤبدة و خصومه بانها ثابتة و المطلوب تغيير الرأس و تبديل السياسات ليس الا .
بدأ الاسد الاب مسيرته ، بصراع مرير مع نظيره انور السادات اثر قطف ثمار حرب تشرين 1973 و سرعان ما انقلب الصراع الى دموي مع عراق صدام حسين على وقع الخلاف حول زعامة مشروع البعث القومي ثم الموقف من الثورة الاسلامية في ايران ، او حتى بكيفية ادارة الصراع العسكري مع إسرائيل و الموقف او التعامل مع منظمة التحرير ،
لكن حافظ الاسد كان يتقن فن التوازنات ، كان حليف ايران من منطلق عربي و خصم اميركا لاعتبارات الإلتزام بالمصالح الإسرائيلية ، و تصير الاتحاد السوفياتي على حذر و دون التوغل في الفكر الشيوعي لاعتبارات ايدلوحية .
ورث الابن بشار ، تركة عائلة هرمة مصرع شقيقه الاكبر باسل كما شراهة العم رفعت الى جرف مكتسبات السلطة و المال ، و بينهما ابناء العم غارقون في كل موبقات الحياة ،في نفس الوقت كان النظام يعيش نشوة الازدهار الاقتصدي و الاجتماعي بحكم عوامل خارجية و داخلية ، كل هذا لم يشكل دوافع نحو التفكير بتطوير الحكم و ادخال العصرنة و الحداثة الى قلب سوريا .
الان، سقطت انظمة و تبدلت محاور ، انغلقت مصرو انشغلت بازماتها المعيشية و المعونات ، و لبنان حديقة خلفية بات على صفيح ساخن، تقطعت اوصال محور ايران و دخلت تركيا الى اللعبة بشكل مباشر في سوريا كما في العراق و ليبيا بالتحالف مع قطر ، فيما المستجد تكريس إسرائيل دولة قوية وسط كيانات عاجزة مختلفة، ما يجعل المنطقة حكما امام صورة لم تكتمل بعد .
نسخ الرابط تم نسخ الرابط