يعاني سكان قطاع غزة من أزمة حادة في المياه، حيث تواجه العديد من الأسر صعوبة بالغة في تأمين كميات كافية من المياه للشرب وللاستخدام اليومي. تعاظمت هذه المشكلة بعد الدمار الواسع الذي ألحقته الحرب بالبنية التحتية في مناطق مختلفة من القطاع.
تتسبب الحرب في تدمير واسع للمرافق الأساسية، لا سيما في شمال وجنوب غزة، مما يؤدي إلى تصنيف بعض المناطق كغير صالحة للعيش بسبب تدمير مصادر المياه. وقد تسببت العمليات العسكرية الإسرائيلية بتفجير الآبار الرئيسية التي كانت تزود الآلاف من العائلات بالمياه.
تعمل الجهات المعنية حالياً على توفير المياه لسكان غزة من خلال محطات تحلية المياه التي تم إنشاؤها بدعم عربي ودولي. يصطف السكان في طوابير طويلة للحصول على المياه، سواء للشرب أو للاستخدام المنزلي.
وفي المناطق التي تعرضت لأكبر ضرر، يتم توزيع المياه عبر شاحنات مخصصة، ويتحتم على الأهالي نقلها بطرق بدائية مما يزيد من مشقة الحياة اليومية.
يشير السكان العائدون إلى المناطق التي تأثرت بشدة إلى المعاناة التي يعيشونها في ظل عدم توفر مقومات الحياة الأساسية.
يضطر الأهالي في مدينة رفح وشمال غزة إلى السير لمسافات طويلة بحثًا عن الماء، ما جعل الحصول عليه تحديًا يوميًا شاقًا. ويعبر العائدون عن إحباطهم من الوضع الراهن، مشيرين إلى أن استمرار الوضع سيجبرهم على العودة إلى مراكز النزوح التي كانوا قد غادروها.
تدمر إسرائيل مصادر المياه في المناطق التي شهدت عمليات عسكرية، بهدف إبعاد السكان وإجبارهم على النزوح. وبدون تدخل دولي عاجل، يخشى الأهالي من أن يضطروا إلى ترك القطاع بالكامل بحثًا عن أماكن أفضل للعيش.
تؤكد بلدية رفح أن الجيش الإسرائيلي قد دمر معظم مصادر المياه في المدينة، بما في ذلك الخزان الرئيسي، مما أدى إلى تعقيد مهمة توفير المياه للعائدين. وتعمل الجهات المحلية على توفير الوقود لتشغيل مولدات الآبار الخاصة، لكنها حلول مؤقتة وغير كافية.
بالرغم من إنشاء محطات تحلية خارج مدينة رفح، لا تزال المدينة بحاجة إلى مشاريع جديدة لتوفير المياه بشكل مستدام. وتتعرض المدينة لعمليات إسرائيلية مستمرة تعيق جهود إعادة البناء وإصلاح الأضرار الناجمة عن الحرب.
تشير إحصاءات اتحاد بلديات قطاع غزة إلى أن نحو 70% من البنية التحتية في القطاع قد دمرت، مما أثر بشكل مباشر على تقديم الخدمات الأساسية للسكان، لا سيما المياه والصرف الصحي.
ويعاني القطاع من نقص حاد في مياه الشرب والمياه المستخدمة يوميًا، وسط تحذيرات من تزايد مخاطر انتشار الأمراض نتيجة لاختلاط المياه الجوفية بمياه الصرف الصحي.
تشدد الجهات المحلية على ضرورة وجود ضغط دولي لوقف التدهور الحاصل في البنية التحتية والعمل على إعادة تأهيل القطاع لتجنب كارثة صحية وبيئية وشيكة قد تؤثر على جميع سكان غزة.
نسخ الرابط تم نسخ الرابط