في لحظات الحصار، تولد الفكرة، وفي أزمنة التضييق، تشق الإرادة طريقها، فكما لا يعرف النهر سجنًا، لا تعرف الحرية قيدًا إلا كي تحطمه. إن حزب غد الثورة الليبرالي المصري يرحب بإعلان الأستاذ هشام قاسم عن تأسيس حزب النداء الحر، معتبرًا هذه الخطوة امتدادًا لنضال القوى الليبرالية و المدنية من أجل استعادة السياسة لدورها، و الوطن لحريته، و المجتمع لحيويته.
إن الظرف الذي وُلد فيه هذا الحزب الجديد هو ذاته الذي دفع حزب غد الثورة الليبرالي المصري، في ديسمبر 2021، إلى نقل معظم نشاطه إلى الخارج، حين ضاقت المساحات وتقلصت الفرص، وحين حاولت السلطة أن تقطع أوصال العمل السياسي، وتفصل بين شقيه: الداخل و الخارج،
كما يفصل السياج بين الجذع وظلاله. لكن الحقيقة التي لا تغيب، أن كل معركة للحرية، أينما خاضها أهلها، هي امتداد واحد لا ينفصل، كحلقات التاريخ التي يعيد بعضها بعضًا.
لم يكن المنفى يومًا نهاية، ولم يكن البقاء داخل الأوطان يعني الحرية. فقد ناضلت رموز وطنية كبرى من المنافي دفاعًا عن استقلال مصر و حريتها، من مصطفى كامل الذي جاب العواصم الأوروبية دفاعًا عن حق مصر في التحرر، إلى محمد فريد الذي واصل نضاله من منفاه في ألمانيا حتى لفظ أنفاسه الأخيرة دون أن يعود، إلى سعد زغلول الذي أبعدته السلطة الاستعمارية إلى مالطة و عدن، فيما كانت بيروت في حقبة أخرى ملاذًا لمعارضي الأنظمة الاستبدادية، كما كان الحال مع بعض قيادات الوفد الوطني في زمن عبدالناصر، ومنهم أحمد أبو الفتح وغيرهم من الرموز الذين أكملوا النضال من الخارج عندما ضاقت بهم أرض الوطن.
لا يملك أحد أن يصادر النضال، سواء كان داخل مصر أو خارجها، إلا من يتصور أن الوطن حدود مرسومة، وأن الانتماء أوراق مختومة. ولسنا هنا بصدد الدفاع عن وجودنا خارج #مصر، لأن الحقيقة الناصعة التي نؤكدها أن #المنفى ليس اختيارًا، بل قدر فرضته الاستبداديات عبر التاريخ على كل صاحب رأي حر. وما يروجه الإعلام الرسمي عن كوننا “ هاربين” ليس سوى محاولة يائسة لتشويه الواقع وتزييف الوعي، فمن واجه السجون و المعتقلات، ومن خبر القمع و التضييق، لا يعرف للخوف طريقًا، ولا يمكن أن تهزه تهديدات جوفاء اعتاد سماعها كل صاحب موقف.
نحن لم نهرب من شيء، ولم نهرب إلى شيء. لم نهرب إلى الجنة، ولم نهرب من النار. بل اخترنا فضاءً أرحب لنقول كلمتنا، ونمارس دورنا في ظل ظروف قاسية ومعيشة صعبة، لأننا نؤمن أن الكلمة الحرة لا تموت، حتى وإن طاردتها السجون و المنافي.
إن حق المواطنة لا يُسلب ولا يُشترط، ولا يمكن أن يخضع لمزاج سلطة أو قرارات أمنية. فـ المواطنة ليست منحة، بل حق أصيل كفلته الشرائع الدولية ونصت عليه المعاهدات التي وقعت عليها مصر، كما ورد في كل دساتيرها المتعاقبة، بما في ذلك الدستور الحالي. وما دام لكل مصري الحق في العيش داخل وطنه، فإن له أيضًا الحق في أن يعارض، ويعبر عن رأيه، ويساهم في تشكيل مستقبله دون أن يوضع في قوالب مُسبقة، أو يُجرَّم لمجرد اختلافه مع السلطة الحاكمة.
على هذا الأساس، فإن حزب غد الثورة الليبرالي المصري لا يرى في تأسيس حزب النداء الحر مجرد خطوة فردية، بل يرى فيها امتدادًا طبيعيًا لمسارٍ بدأه أحرار مصر، واستكمالًا لجبهة أوسع تضم كل المؤمنين بقيم الحرية والديمقراطية، داخل مصر وخارجها. ونحن، كما كنا دائمًا، نمد أيدينا لكل الكيانات الليبرالية والمدنية التي تسعى لإحياء السياسة، وتعيد لها دورها الطبيعي في خدمة الوطن والمواطن.
وبهذا المعنى، فإننا ندعو كل القوى السياسية، في الداخل و الخارج، إلى إسقاط الحواجز المصطنعة التي فرضتها السلطة الأمنية بين الوطنيين، وإلى إعادة بناء الجسور التي تربط بين أطياف العمل السياسي، بدلًا من الأسوار التي تريد لها السلطة أن تبقى. إن الوطن ليس رقعة جغرافية فقط، بل هو ذاكرة و نضال و إرادة، ومن حمل قضيته في قلبه، لم يكن يومًا خارج حدوده، حتى لو كان خارج أرضه.
إننا في حزب غد الثورة الليبرالي المصري نؤكد أن التاريخ لم يعرف وطنًا استعاد حريته إلا حين التقت قواه الوطنية على هدف واحد، متجاوزة كل القيود المصطنعة، وكل الفواصل التي زُرعت بين أبنائه. فليكن هذا الإعلان خطوة نحو وحدة الصف، لا مجرد إضافة رقمية إلى قائمة الكيانات، وليكن دعوة للعمل المشترك، لا فقط عنوانًا جديدًا في مسيرة النضال السياسي.
حزب غدالثورة الليبرالي المصري
رئيس الحزب
د أيمن نور
١٥ فبراير ٢٠٢٥
#إيهاب_الخولي #أحمد_بهاء_شعبان #أحمد_دراج #أحمد_دومة #أحمد_غنيم #أحمد_ماهر #احمد_البقري #إسراء_عبد_الفتاح #إسلام_لطفي #باسم_كامل #جميلة_إسماعيل #حمدين_صباحي
#حسام_شحاته #خالد_البلشي #خالد_علي #سامية_هاريس #سليم_عزوز #شادي_الغزالي_حرب #علاء_الأسواني #عمار_علي_حسن #عمرو_الشوبكي #عمرو_واكد #فريد_زهران #حلمي الجزار #مجدي_شندي #مدحت_الزاهد #محمد_أنور_السادات #محمد_البرادعي #محمد_محسوب #محمد_نور #محمود_وهبة #معصوم_مرزوق #منى_سيف #يحيى_حامد
نسخ الرابط تم نسخ الرابط