انطلقت محادثات المرحلة الثانية من صفقة التبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، وسط اهتمام دولي متزايد وضغوط داخلية في إسرائيل، تهدف إلى توسيع نطاق الصفقة بما يضمن إطلاق سراح مزيد من الأسرى الإسرائيليين مقابل دفعات جديدة من الأسرى الفلسطينيين.
شهدت هذه الجولة من المفاوضات تواجد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ومبعوث الرئيس الأمريكي الخاص للشرق الأوسط غابرييل ويتكوف، إلى جانب مسؤولين مصريين يواصلون جهودهم لإنجاح المرحلة الثانية، في وقت تسعى فيه الأطراف إلى تذليل العقبات التي طرأت خلال المرحلة الأولى.
تأتي هذه الخطوة بعد سلسلة من التطورات التي شملت تسليم كتائب القسام، الجناح المسلح لحركة حماس، عدداً من الأسرى الإسرائيليين على دفعات، وإعلان الجانب الإسرائيلي استعداده لإطلاق مئات الأسرى الفلسطينيين. وتهدف المحادثات الحالية إلى إتمام الإفراج عن أعداد إضافية من المعتقلين على الجانبين، بالتوازي مع مواصلة العمل بوقف إطلاق النار في القطاع.
في الوقت نفسه، تواجه الحكومة الإسرائيلية انقسامات سياسية حول سُبل إنهاء الأزمة الحالية؛ إذ يميل البعض إلى استمرار العمليات العسكرية، فيما يدعم آخرون تحقيق تسوية طويلة الأمد مع حركة حماس تضمن الإفراج عن المتبقين من الجنود والمدنيين الإسرائيليين المحتجزين في غزة.
في سياق آخر، كشفت استطلاعات للرأي في إسرائيل عن رغبة الأغلبية في المضي قدماً بمرحلة ثانية من عملية التبادل، حتى وإن استدعى ذلك الإقرار ببقاء حماس في الحكم مقابل إطلاق سراح المحتجزين. فيما تواصل الأطراف الإقليمية المعنية، وعلى رأسها مصر وقطر، مساعيها الدبلوماسية لاحتواء الخروقات التي شهدتها المرحلة الأولى مثل الاستهداف العسكري والقيود على دخول المساعدات الإنسانية ومواد الإيواء.
تُعَدّ هذه المفاوضات بمثابة اختبار جديد لاستمرارية وقف إطلاق النار؛ إذ يعتمد نجاحها على قدرة جميع الأطراف بالتقيّد بالبنود المتفق عليها والتزام البروتوكولات الإنسانية. وستشكّل نتائجها عنصراً حاسماً في رسم مستقبل الأوضاع في القطاع، وما إذا كان سيشهد مزيداً من التهدئة أو التصعيد.
< أبرز التصريحات >
- قال مصدر إسرائيلي للقناة العبرية “12”: “تهدف المحادثات إلى توسيع نطاق الصفقة، وإضافة دفعات جديدة من الأسرى المفرج عنهم، لضمان إطلاق سراح مزيد من المحتجزين الأحياء.”
- ذكر مكتب إعلام الأسرى التابع لحماس: “إن إسرائيل تعتزم غداً الإفراج عن 369 أسيراً فلسطينياً، في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار.”
- أوضح مسؤول مصري مشارك في المفاوضات: “نعمل بالتنسيق مع الأطراف كافة بهدف إزالة العقبات وتمديد حالة الهدوء وتحقيق اختراق حقيقي في ملف الأسرى.”
نسخ الرابط تم نسخ الرابط
