كررت إسرائيل مساء اليوم تهديداتها باتخاذ إجراءات قاسية ضد قطاع غزة إذا لم تتم الاستجابة لمطالبها بالإفراج عن الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة حماس بحلول يوم السبت المقبل. ويأتي هذا التهديد على لسان وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الذي صرّح بأن أبواب الجحيم ستُفتح على غزة في حال عدم تنفيذ الشروط الإسرائيلية، مما يعيد صدى تصريحات سابقة للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
استمرار تعقيدات اتفاق وقف إطلاق النار
تتزايد التحديات أمام تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى الذي بدأ في يناير الماضي، بسبب مماطلة الحكومة الإسرائيلية في الالتزام ببنوده، وعدم اتخاذ خطوات حاسمة للتقدم نحو المرحلة الثانية من الاتفاق، بحسب المتابعين. وأعلنت حماس الاثنين أنها لن تسلّم الدفعة المقبلة من الأسرى ما لم تلتزم إسرائيل بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه سابقًا.
يرى مراقبون أن هذا التصعيد يعكس حالة من الجمود في الاتفاق رغم الوساطات المستمرة من دول مثل قطر ومصر. وقال كاتس في تصريحاته الأخيرة: “هذه الحرب لن تنتهي دون هزيمة حماس وإطلاق سراح جميع الأسرى”، ملوّحًا بإجراءات عسكرية أكثر قوة قد تُشعل جولة جديدة من الصراع.
مواقف متباينة وتصعيد الدبلوماسية
في ظل هذه التهديدات، شددت حماس في بيان رسمي على رفضها للغة التهديدات الإسرائيلية والأمريكية، حيث قالت: “على الاحتلال الالتزام الكامل بما تم الاتفاق عليه، ولن نقبل بأسلوب الابتزاز لتحقيق مكاسب أحادية”. كما أكدت الحركة أنها تواصل العمل مع أطراف دولية لإجبار الجانب الإسرائيلي على تنفيذ ما عليه من التزامات وفقًا للبروتوكولات المتفق عليها.
في المقابل، أعادت الولايات المتحدة دعمها الضمني لموقف الحكومة الإسرائيلية، حيث تكرر التهديد باستخدام القوة العسكرية إذا لم يتم تسليم الأسرى بحلول ظهر السبت، بحسب تصريحات ترامب.
دعوة إلى المفاوضات
وفي ضوء هذا التصعيد، تجدد الأطراف الوسيطة مساعيها لحث الجانبين على المضي قدمًا في تنفيذ الاتفاق لتجنب كارثة إنسانية جديدة في القطاع الذي عانى من إبادة جماعية مروعة بين أكتوبر 2023 ويناير 2025، خلّفت عشرات الآلاف من القتلى والمصابين والمفقودين.
قال أحد المسؤولين عن المبادرة الدبلوماسية – لم يُفصح عن اسمه -: “هناك أمل ضئيل ولكنه ممكن في التوصل إلى حل يجعل من المرحلة القادمة من الاتفاق فرصة لتخفيف الأزمة”.
نسخ الرابط تم نسخ الرابط
