بدأت المواجهة على منصة تويتر عندما أعلنت وزارة الخارجية المصرية في بيان تضامنها مع المملكة العربية السعودية، وأدانت بشدة التصريحات التي أدلى بها رئيس وزراء حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، والتي دعا فيها المملكة لقبول تهجير الفلسطينيين إلى أراضيها.
جاء البيان المصري ليعبر عن استنكار مصر لتلك التصريحات، إلا أن هذا الموقف لم يلقَ استحساناً لدى العديد من الحسابات السعودية على “إكس”، والتي تعرف بدفاعها الشديد عن سياسات الحكومة السعودية.
اتهمت حسابات سعودية بارزة الحكومة المصرية بمحاولة تحويل الأنظار عن القضية الأهم، وهي الجرائم التي تُرتكب بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، إلى تصريحات نتنياهو التي وصفوها بأنها غير جدية.
ووجهت تلك الحسابات اتهامات لمصر بتضخيم هذا التصريح المتفلت من نتنياهو، في الوقت الذي تتكرر فيه جهود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرامية إلى تهجير الفلسطينيين إلى الأردن ومصر بشكل أكثر وضوحاً.
هاجم حساب “مشعل الخالدي” على منصة “إكس” الخارجية المصرية، واتهمها بمحاولة ربط اسم السعودية بجهود تهجير الفلسطينيين، وهو ما نفاه ترامب في تصريحاته التي ذكر فيها دولاً أخرى مثل مصر والأردن.
أكدت تلك الحسابات السعودية أن تركيز البيان المصري على تصريحات نتنياهو جاء لإلهاء الرأي العام عن الأخطار الأكبر التي تحيق بالقضية الفلسطينية، محاولين بذلك حرف النقاش عن المسار الأساسي.
أبرز حسابات سعودية مثل “ملفات كريستوف”، التي تتابعها مئات الآلاف، موقف وزارة الخارجية السعودية، مشيراً إلى أن الوزارة شكرت الدول المتضامنة معها في بيانها، لكنها نبهت إلى ضرورة إعادة التركيز على القضية الفلسطينية بدلاً من الانشغال بتصريحات نتنياهو. وأكد الحساب ذاته أن تلك التصريحات ليست ذات أهمية كبيرة مقارنة بما يحدث من جرائم في غزة.
جاء الرد المصري سريعاً عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث هاجم مغردون مصريون بشدة الحسابات السعودية التي انتقدت موقف بلادهم.
وسخر بعض المصريين من طريقة تعامل الإدارة الأمريكية مع السعودية، واصفين المملكة بأنها “الولاية 51 لأمريكا” بسبب التبعية الواضحة في تصريحات الرئيس الأمريكي ترامب تجاهها.
رد المصريون على الاتهامات السعودية بمزيد من السخرية، معربين عن استيائهم من تلك المواقف التي تسعى لتحويل التركيز من المعاناة الحقيقية للشعب الفلسطيني.
وأكد المغردون المصريون أن تضامن بلادهم مع المملكة لا يعني التغاضي عن القضية الأساسية المتعلقة بحقوق الفلسطينيين في ظل الجرائم المستمرة التي تُرتكب بحقهم.
في خضم هذا التراشق، ظهرت أصوات أخرى دعت إلى التهدئة بين الجانبين، مؤكدة على ضرورة توحيد المواقف العربية تجاه القضية الفلسطينية، وضرورة تجاوز الخلافات الثانوية التي قد تؤثر على التضامن العربي في وجه الاحتلال الإسرائيلي.
نسخ الرابط تم نسخ الرابط