أعلن قائد الجيش السوداني اعتزامه تشكيل حكومة انتقالية في وقت قريب وذلك في ظل مكاسب كبيرة حققها الجيش السوداني ضد قوات الدعم السريع في مناطق واسعة من العاصمة والأجزاء الوسطى من البلاد التي تعاني من الحرب المستمرة منذ شهور.
كشف قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان عن عزمه تكوين حكومة جديدة وصفها بأنها إما “حكومة تصريف أعمال” أو “حكومة حرب”.
أوضح البرهان في كلمته أن هذه الحكومة ستتشكل من “كفاءات وطنية مستقلة”، وأكد على أهمية الدور الذي ستلعبه هذه الحكومة في دعم المرحلة المقبلة من البلاد.
أكد البرهان أن الحكومة الانتقالية القادمة ستكلف بوضع الأسس اللازمة لاستكمال عملية الانتقال السياسي في السودان. شدد على أن هذه الفترة قد تكون انتقالية أو تأسيسية، حسب متطلبات الوضع الراهن، وستهدف إلى التهيئة لإجراء الانتخابات في المستقبل.
وبيّن أن أحد أهم أهداف هذه الحكومة هو دعم الجيش السوداني في استكمال العمليات العسكرية الضرورية لتطهير البلاد بالكامل من قوات الدعم السريع التي وصفها بالمتمردة.
التزم البرهان بعدم التدخل في مهام رئيس الوزراء الذي سيتم تعيينه ضمن الحكومة الانتقالية، مشيرًا إلى أن الوثيقة الدستورية التي سيتم وضعها ستحدد مهام وصلاحيات الحكومة بشكل واضح.
كما أوضح أن هذه الوثيقة ستكون خطوة حاسمة لضمان استمرار العمل في إطار قانوني ودستوري، بما يضمن الاستقرار السياسي.
في خطابه الأخير، أعلن البرهان عن عزمه عدم إجراء أي مفاوضات مع قوات الدعم السريع إلا بعد انسحابهم من عدة مناطق استراتيجية تشمل الخرطوم وغرب كردفان ودارفور.
وأشار إلى ضرورة تجمع هذه القوات في مراكز محددة قبل الحديث عن أي مفاوضات مستقبلية، مشددًا على عدم التساهل في هذا الشرط.
استطاع الجيش السوداني خلال الأسابيع القليلة الماضية استعادة مساحات واسعة من العاصمة الخرطوم ومحيطها التي كانت تحت سيطرة قوات الدعم السريع لمدة عامين تقريبًا.
وأكد البرهان أن الجيش يواصل العمل لتحقيق مزيد من المكاسب على الأرض واستعادة السيطرة الكاملة على المناطق التي تأثرت بالنزاع.
أدى النزاع المستمر منذ أبريل 2023 بين البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية في البلاد.
وأسفر الصراع عن مقتل عشرات الآلاف من المدنيين ونزوح أكثر من 12 مليون سوداني، مما جعل السودان يعيش إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية التي تم تسجيلها عالميًا وفقًا لتقارير المنظمات الدولية.
أعلن البرهان أيضًا في نوفمبر الماضي عن إجراء تعديل وزاري شمل استبدال أربعة وزراء من بينهم وزيري الخارجية والإعلام، في خطوة لتعزيز أداء الحكومة وضمان سير العمل وفقًا لتطورات المرحلة.
نسخ الرابط تم نسخ الرابط
