تعاقدت شركة النيل للسكر، المملوكة لرجل الأعمال نجيب ساويرس، على استيراد كمية ضخمة تبلغ 50 ألف طن من السكر الخام بغرض تكريرها في مصانعها، مما يطرح تساؤلات كبيرة حول هذا القرار وسط تباين في الإنتاج المحلي.
تستعد الشركة لتكرير تلك الكميات بعد انتهاء موسم التكرير الحالي لمحاصيل البنجر، في خطوة قد تعكس تحديات في الصناعة المحلية.
تأخر وصول الشحنة المتعاقد عليها حتى نهاية يوليو أو بداية أغسطس المقبل يزيد من حدة التوتر، حيث يتوقع أن يكون هناك ضغط على خطوط الإنتاج التي ستشهد ذروة نشاطها مع اقتراب نهاية موسم البنجر في يوليو.
يبرز هذا التوقيت تساؤلات حول الأسباب الحقيقية لاستيراد كميات هائلة من السكر الخام بينما لا يزال الإنتاج المحلي مستمرا.
تفاجئ الشركة بتحقيق هذا التعاقد كونه الثالث من نوعه خلال فترة قصيرة، حيث سبقتها شركات الدقهلية والشرقية للسكر في استيراد 100 ألف طن من السكر الخام، مما يعزز الشكوك حول ما إذا كان هناك نقص متزايد في الإنتاج المحلي أو إشكاليات في توفير المواد الخام محليا.
تؤدي هذه الصفقات إلى ارتفاع في فاتورة الاستيراد، حيث وصلت الواردات الإجمالية لمصر العام الماضي إلى 750 ألف طن، وهو ارتفاع بنسبة 66% عن العام السابق، ما يفتح الباب أمام جدل حول الأسباب التي تدفع لزيادة الاستيراد بهذا الحجم.
تواجه مصر تحديات متزايدة في قطاع إنتاج السكر المحلي، حيث تعمل المصانع في فترات معينة بطاقة تشغيلية منخفضة قد لا تتجاوز 50%، ما يعكس حالة من التباطؤ في موسم الإنتاج، الذي يصل إلى ذروته فقط في شهري أبريل ويوليو.
يؤكد المصدر أن هذه الفترة تشهد بعض الاسترخاء في نشاط المصانع بسبب تذبذب الحصاد، ما يثير التساؤلات حول فاعلية الاستراتيجية المحلية في تأمين احتياجات البلاد من السكر.
تواصل مصر زراعة بنجر السكر في مساحات تتراوح بين 550 و650 ألف فدان، تنتج منها نحو 16 مليون طن من البنجر الذي يوفر ما يصل إلى 1.7 مليون طن من السكر سنويا.
ورغم ذلك، يبدو أن هذه الكميات لا تكفي لتلبية الطلب المحلي المتزايد، ما يدفع الشركات إلى البحث عن حلول بديلة من خلال استيراد السكر الخام.
يظهر هذا الأمر بوضوح في قرارات الشركات الكبيرة مثل شركة النيل للسكر، التي تسعى لتأمين احتياجاتها عبر الاستيراد، وهو ما يثير تساؤلات حول مدى كفاءة زراعة البنجر محليا، وما إذا كان التوسع في الزراعة سيكفي لسد الفجوة.
تحاول الشركة في سياق هذه التحركات توسيع إنتاجها من خلال التركيز على زيادة إنتاجية البنجر المحلي. تسعى إلى تأمين المواد الخام محليا، لكنها تواجه تحديات مستمرة في هذا السياق، مما يجعل من صفقة استيراد السكر الخام خطوة ضرورية لاستمرار العمل في المصانع دون توقف.
نسخ الرابط تم نسخ الرابط