أكد د. عبد الناصر سكرية، رئيس التجمع الثقافي العربي في لبنان، أن وجود فلسطين عربية حرة هو جزء لا يتجزأ من الأمن الوطني المصري.
مشيرًا إلى أن استقرار مصر مرتبط مباشرة بالقضية الفلسطينية، حيث يمثل المشروع الصهيوني خطرًا توسعيًا لا يقتصر على فلسطين فحسب، بل يستهدف المنطقة بأكملها.
المقاومة قضية وجودية وحتمية
وفي حديثه عن كيفية تعامل الشعب الفلسطيني مع قضيته، أوضح سكرية أن القضية الفلسطينية ليست مجرد قضية وطنية، بل هي معركة تحرر وطني وقومي عربي ضد مشروع استعماري يهدف إلى السيطرة على المنطقة، مستغلًا ادعاءات دينية زائفة.
وشدد على أن المقاومة ليست محصورة في العمل العسكري، بل تشمل جوانب الحياة كافة، حيثما وُجد تهديد صهيوني-استعماري للمقومات العربية الحرة.
دور مصر الاستراتيجي في القضية الفلسطينية
وحول الدور المصري، أكد سكرية أن مصر لا تدافع عن فلسطين فقط، بل تدافع عن نفسها وأمنها القومي، معتبرًا أن أي تهديد لفلسطين هو تهديد مباشر لاستقرار مصر.
وأضاف أن رفض تهجير الفلسطينيين من غزة ضرورة استراتيجية لمصر، إذ إن هذا السيناريو سيضر بأمنها ومكانتها الإقليمية.
كما دعا إلى دور مصري أقوى وأكثر فاعلية، ينطلق من فهم أعمق لطبيعة الصراع، وليس من باب تقديم المساعدات فقط.
الموقف العربي والمواجهة المطلوبة
وأكد سكرية أن التحديات التي تواجه العرب مشتركة، ولا يمكن لأي دولة مواجهتها منفردة، مشيرًا إلى أن الرد العربي على العدوان الإسرائيلي لم يرتقِ إلى مستوى المساندة الحقيقية للشعب الفلسطيني.
وقال إن الاكتفاء بالمواقف السياسية لا يكفي لمواجهة المشروع الصهيوني، مطالبًا بمواقف أكثر جدية وفاعلية لحماية الحقوق العربية.
تفكك الكيان الصهيوني مسألة وقت
أما عن مصير القضية الفلسطينية، فأكد سكرية أن الانتصار الفلسطيني حتمي، وأن إسرائيل كيان مصطنع غريب محكوم عليه بالانهيار من الداخل.
مشيرًا إلى أن تصاعد الجرائم الإسرائيلية يعكس الخوف من الفشل والتفكك، فضلًا عن تزايد التضامن العالمي مع الفلسطينيين، حتى من داخل المجتمعات الغربية.
لا لتهجير الفلسطينيين.. والمقاومة مستمرة
وحول سيناريو التهجير، شدد سكرية على أن كل محاولات التهجير ستفشل، لأن الفلسطينيين يرفضونها رفضًا قاطعًا.
موضحًا أن تحول الخطاب الأميركي والإسرائيلي من فرض التهجير بالقوة إلى التمني والتسهيل يؤكد فشل هذا المخطط.
واختتم بدعوة العرب إلى منع التهجير بكل الوسائل الممكنة، لأنه لن يهدد فلسطين وحدها، بل سيمس الأمن الوطني لجميع الدول العربية.