في حوار خاص مع “أخبار الغد”، تحدث الكاتب والباحث الإسلامي العراقي مازن البعيجي عن دور المقاومة، والموقف العربي، ومستقبل القضية الفلسطينية، مشددًا على أن القضية الفلسطينية ليست مجرد قضية سياسية، بل قضية عقائدية تُلزم كل مسلم بالوقوف إلى جانبها.
المقاومة.. واجب ديني وأخلاقي
أكد البعيجي أن المقاومة بجميع أشكالها، العسكرية والفكرية والثقافية، ليست خيارًا بل واجبًا دينيًا وأخلاقيًا، مشيرًا إلى أن كل مسلم صادق في إسلامه وكل حر في العالم معني بنصرة فلسطين.
وأضاف:
“ما يجري اليوم في فلسطين هو صراع بين مشروع مقاوم ومشروع استعماري يسعى لجعل الكيان الصهيوني شرطيًا لأمريكا في المنطقة.
ولهذا رأينا اتساع وحدة الساحات، من العراق إلى اليمن وسوريا ولبنان وإيران، في موقف يعكس شرف هذه الأمة وصدق التزامها بالقضية.”
استشهاد القادة.. بداية ميلاد جديد للمقاومة
وحول استشهاد قادة المقاومة، شدد البعيجي على أن خسارة القادة ليست نهاية الطريق بل بداية لميلاد جيل جديد من المجاهدين، قائلًا:
“محمد الضيف، يحيى السنوار، إسماعيل هنية، وكل قادة المقاومة، ليسوا مجرد أفراد، بل مدارس تُخرّج آلاف المقاومين.
استشهادهم لا يعني الخسارة، بل يعني أن أمتنا أنجبت قادة يسيرون على نهج الأنبياء والمرسلين، حيث تكون الشهادة هي المصير المحتوم للمجاهدين في سبيل الله.”
الموقف العربي.. بين التخاذل والمقاومة
انتقد البعيجي بشدة موقف بعض الحكومات العربية، معتبرًا أن بعض القادة باتوا أسرى الشهوات والمصالح الضيقة، حيث قال:
“القرآن الكريم فضح مواقفهم، فهم كما قال الله في سورة المائدة (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا…).
لم يقفوا مع المقاومة، بل خذلوا الأمة، ومع ذلك لم يثنِ ذلك محور المقاومة عن الاستمرار، بل على العكس، باتت المقاومة اليوم أقوى من أي وقت مضى.”
مستقبل القضية الفلسطينية.. أفول الكيان الصهيوني
وعن رؤيته لمستقبل القضية الفلسطينية، أكد البعيجي أن انتصار المقاومة بات مسألة وقت، وأن السابع من أكتوبر كان نقطة تحول تاريخية، موضحًا:
“اليوم نرى كيف انتشرت المقاومة عالميًا، وكيف وقف محور المقاومة صفًا واحدًا، وكشف ازدواجية الغرب ونفاقه.
أمريكا لم تعد القطب الأوحد، والعالم يشهد تحولًا استراتيجيًا ستكون فيه الكلمة العليا للمجاهدين.
الكيان الصهيوني مؤقت، وزواله قريب بإذن الله.”
في الختام أكد مازن البعيجي أن المقاومة الإسلامية والعربية باتت أكثر قوة وتنظيمًا، وأن المعركة اليوم ليست مجرد صراع سياسي، بل معركة عقائدية بين الحق والباطل.
كما شدد على أن الموقف العربي الرسمي يعاني من ازدواجية، لكن إرادة الشعوب والمجاهدين ستنتصر في النهاية، مشيرًا إلى أن زوال الكيان الصهيوني لم يعد مجرد حلم، بل أصبح واقعًا ينتظر التحقق قريبًا.
