أخبار عاجلة

محمد الضيف: مسيرته الفريدة في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي

لقد بدأ الضيف مسيرته النضالية في أواخر الثمانينيات، ليُصبح أحد أبرز القادة العسكريين في حركة حماس، في ظل ظروف صعبة تُميز بداية الانتفاضة الفلسطينية. وُلد محمد الضيف عام 1965 في مخيم خان يونس بعد تهجير عائلته من قريبة القبيبة عام 1948، وهو المكان الذي تكوّن فيه وعيه السياسي والاجتماعي. من خلال دراسته في المدرسة والجامعة الإسلامية، أصبح من أبرز نشطاء الكتلة الإسلامية الطلابية.

ظل الضيف وفياً لمبادئه وشجاعته، حيث اختار البقاء في الساحة رغم المخاطر المحدقة به. في تصريحات له، قال: “لقد ألهمني نضال شعبي وأرضي، وسأظل أواصل الكفاح حتى ينعم شعبنا بالحرية والاستقلال.”

كان عضوا في اللجنة الفنية في مجلس الطلبة مؤسسا فرقة “العائدون ” الفنية والمسرحية قبل التوجه للعمل العسكري حيث اعتقل عام ١٩٨٨ في سجون الاحتلال وامضى ١٦ شهرا لنشاطه العسكري في الحركة.

وبعد الإفراج عنه رفض الضيف الخلود للراحة فكانت حركة حماس تعيد تشكيل جهازها العسكري ليكون جاهزا قويا باسمه الجديد “كتائب الشهيد عز الدين القسام” ليلتحق الضيف باول مجموعات هذا الجهاز وهي مجموعة خان يونس التي كانت تضم نخبة من القادة العسكريين مثل ياسر النمروطي وجميل وادي وعبد الرحمن سلامة وهشام عامر وغيرهم والتي نفذت عدة عمليات فدائية لا سيما غرب مخيم خان يونس وفي المستوطنات المحيطة بها.

وحينما اكتشفت المخابرات الإسرائيلية امر هذه المجموعة بعد استشهاد واعتقال عدد من عناصرها قرر الضيف عدم تسليم نفسه لجيش الاحتلال وليصبح مطاردا له ليتحول بعد ذلك الى المطلوب رقم واحد لهذا الجيش وأجهزته الأمنية التي باتت تبحث عنه في كل مكان بغزة.

ومنذ ذلك الوقت والمخابرات الإسرائيلي تطارد الضيف لاعتقاله أو اغتياله ، حيث نجا من عدة محاولات اغتيال.

وفي العام ١٩٩٢ ضيقت قوات الاحتلال الخناق على الضيف ورفاقه في غزة مع شح السلاح لمقارعة الاحتلال والدفاع عن أنفسهم حيث قرر عدد من رفاقه مغادرة القطاع إلى مصر عبر الحدود المصرية الفلسطينية جنوب قطاع غزة لكنه رفض المغادرة لحماية نفسه وقرر المغادرة إلى الضفة الغربية لتوفر السلاح هناك رغم مخاطر الوصول إليها.

وصل الضفة الغربية عام ١٩٩٢ عبر حاجز بيت حانون “ايرز” لينفذ عدة عمليات فدائية هناك قبل العودة إلى غزة بنفس الطريقة ومعه بندقية من نوع “ام ١٦” في ظل شح البنادق في غزة.

أعطى الضيف أوامره لتنفيذ عملية خطف الجندي الإسرائيلي نخشون فاكسمان عام ١٩٩٤ في قرية بير نبالا في القدس .
ولمع نجم الضيف بعدما قادة عمليات الثأر لمهندس القسام يحيى عياش عام ١٩٩٦ في سلسلة تفجيرات أوقعت عشرات القتلى والجرحى.

انضمت أجهزة أمن السلطة لملاحقة الضيف واعتقلته في العام ١٩٩٩م حيث هرب من السجن مع اندلاع انتفاضة الأقصى في أيلول/ سبتمبر ٢٠٠٠م بعد قصف طائرات الاحتلال للسجن.

وبعد هروبه من السجن أعاد الضيف تشكيل مجموعات كتائب القسام ليحول انتفاضة الأقصى إلى انتفاضة مسلحة كان من نتائجها خروج قوات الاحتلال من قطاع غزة وتفكيك المستوطنات عام ٢٠٠٥.

طور الضيف خلال هذه الفترة عمل كتائب القسام ليحولها من مجموعات مسلحة إلى جيش شبه نظامي مطورا أسلحتها ومدخلا سلاح الصواريخ بكل انواعها .

وظل الضيف على قائمة المطلوبين للاحتلال الذي أطلق عليه قادة الاحتلال اسم “الشيخ” و”المطارد ذوو التسعة ارواح “؛ وحاولت اغتياله عدة مرات ولكنها لم تكن تعرف صورته بالضبط وكانت لديها صورة قديمة له.

نجح جيش الاحتلال في إصابة الضيف إصابة بالغة بعد ان قصفت السيارة التي كانت تقله في شارع الجلاء شمال مدينة غزة في عام ٢٠٠٢ حيث ظهر على شاشات التلفاز وهو مصاب.

وبعد هذه الإصابة لم تتوقف اسرائيل عن ملاحقة الضيف الا ان تقارير لمخابراتها أكدت أنه أصبح مقعدا وفقد إحدى عينيه الا أن ظهوره في برنامج ما خفي اعظم الذي بثته قناة الجزيرة قبل اسبوع يؤكد عدم صحة كلامها.

قاد الضيف عدة معارك وحروب خلال العقدين العقدين الماضيين كان آخرها معركة طوفان الأقصى التي كان أحد مهندسيها

واستشهد فيها بحسب نعي كتائب القسام له ولعدد اخر من رفاقه في كلمة مسجلة له مختتما أكثر من ثلاثة عقود ونصف من المطاردة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق إعادة إعمار غزة: المبعوث الأمريكي يؤكد أن العملية قد تستغرق 15 عاماً
التالى ترامب: سنتخذ قراراً بشأن سوريا وسط تقارير عن انسحاب القوات الأمريكية