أخبار عاجلة
رياضة : لغز زيارة وزير العدل!! -

د.أيمن نور يكتب: ‏من أنت؟

شيئان يحددان من أنت:
صبرك :
حين لا تملك من المال سوى الرجاء،
وأخلاقك ؛
حين تظن أنك تمسك مفاتيح السماء.

رائعٌ أنت ؛
حين تتجاهل الأذى،
فتزرع وردًا فوق رماد الجراح.

كريمٌ أنت :
حين تحاول ان تخفف أحزان من يثقل عليك الأعباء،

وجميلٌ أنت :

حين تبتسم رغم الألم والمرض و ضيق ذات اليد
والعواصف، التي تواجهها بحكمه ثقه في يسر بعد عسر و اتسامه
كقمر يضيء ليلًا لا ينقضي.

يقولون: التسامح ضعف، وأنا أراه تاجًا على رأس الكبار.
لا يحسن فهمه الصغار يتهمني البعض ممن احبهم ويحبونني بالإفراط في التسامح مع من لا يستحق، لكن قد لا يعرفون أن طول حبل التسامح
قد يشنق من يغتر به.
فكم ممن مسامحتهم غرهم العفو، فانتقموا بأنفسهم لي من أنفسهم.
علّمتني امي
المثل الفرنسي:الذي يقول؛-

“الانتقام طبق لا يؤكل إلا باردًا.”

فلماذا لا أتسامح؟

أليس الله وحده جل قدره
هو المنتقم العظيم؟

من نحن لنحمل أوزار الانتقام؟
فإذا كان الله يغفر،
فكيف لا تغفر انت ؟؟

نعم، أرتكب أحيانًا جريمة التسامح والصفح المتكرر. او المزمن
أتسامح، لأن الصفح ليس هبةً للآخرين،
بل هو نجاةٌ لي من الغرور
والشرور.وكما يقول الإمام علي:
“احصد الشر من صدر غيرك
بقلعه من صدرك.”
فما أجمل التسامح
وانت قادر على الانتقام
فهو يُسكت صراخ الغضب،
ويعيد للنفس تواضعها وإنسانيتها.

بعد أن تجاوزت الستين عامًا
ببضعة أيام قضيت معظمها في العمل العام، استطيع أن اقول لكم؛-
علّمتني الحياة أن التسامح قوة،
أن تغفر لمن لا يستحق،
افضل من ان ننتقم ممن يستحق
اغفر
لأنك أنت تستحق
أن تحيا قويًا نقيًا.
”فإذا قدرتَ على من تشتهي التنكيل به،
فاجعل العفوَ عنه شكرًا للقدرة عليه.”

فالعفو نصرٌ للنفس
قبل أن يكون افلات للآخرين من العقاب .
أظن أن أجمل الأسماء وأقربها إلى قلبي هي؛ “سامح” و”سماح”،
(والغريب أن هذه الاسماء لم تصادفني منذ زمن) والجميل في الاسمين أنها تحمل في أحرفها سلامًا لا يفنى.
فالتسامح هو ذاك الضوء الذي يطفئ نار الغضب،
هو النبع الذي يغسل الروح من شوائب الأيام.
كما قال لي يوما الراحل عصام العريان:
“إن لم تكن يا ايمن محاميًا وسياسيًا، لظننت أنك إطفائيا في مطافئ العتبة.”!!
في سنواتي الأخيرة
أحيانًا أُدهش مما تحملت،سًاء
من صغار غرهم تسامحي
فبالغوا في غيهم،
او من أنظمة قست وتجبرت،علي
وهي تعلم أن وسطيتي واعتدال مواقفي ليس ضعفًا ولا تفريطًا،
بل سبيلاً لإقامة الحجة عليهم.

ربما يؤسفني أكثر من من كل هؤلاء الصغار والكبار أشخاصا للأسف أحببتهم وكثيرًا ما سامحتهم،فخذلوني بسوء فهمهم لتسامحي وتساهلي معهم.
لكني كلما سامحت،
ازداد يقيني بأن العفو عنهم ليس لأنهم يستحقون،
بل لأنني أنا أستحق أن أكون ندا أو شبيها لهم .

فلماذا نُثقل أرواحنا
بتوافه الامور ؟
ماذا يبقى من خصوماتنا،
سوى رمادٍ يذروه الزمن؟
“وأن تعفوا أقرب للتقوى.”
هكذا قالت الآية،
وهكذا تعلّمت أن التسامح،
هو عبادةٌ لله في صمتٍ نقي.

فتذكر، أيها المدعي
للتدين المغرور بظاهر الاشياء
انك ستنكشف كذب حديثك يوما
و الأثر والفعل الحقيقي سيبقى.
الآثر ليس فقط بالكلمات
ربما يكون
بابتسامة في وجهٍ مكسور،
كلمةٌ غفرت جرحًا قديمًا،
أو يدٌ امتدت لتضيء دربًا.
“تذكر أننا سنرحل يومًا، وسيبقى الأثر.” وهذا الأثر
هو كل ما نملك، في رحلةٍ لا تعود.

رسائلي إليهم

رسالة إلى من يحمل في قلبه غرورًا يتجاوز قدره ووزنه وقيمته:
افهم طول الصبر وتكرار الصفح وتواضع،
فالغطرسة لا تزيدك إلا هوانًا.
“وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا.”
فالتواضع رفعة، والتسامح عز.

رسالة إلى حاكم يظلم وهو يعرف أنه يظلم:
أما تخشى دعوة المظلوم؟
أما تخاف أن تقف يومًا بين يدي الله،
فتُسأل عن حق سلبته أو روح أزهقتها أو أوجعتها؟
“وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ.”
كفّ يدك عن الظلم، وكن منصفًا قبل فوات الأوان،
حتى مع أعدائك.

رسالة إلى من اختار طريق العداء الطويل كسبيل لكسب الشهرة أو المال: العمر قصير، فلا تضيّعه في خصومة لا تُغني ولا تُفيد.
ابحث ولو لمرة واحدة عن سلامك الداخلي،
فإن القلب الذي يحمل الحقد لا يذوق طعم الراحة أبدًا.

رسالة إلى كل من أذاقني ألمًا:
سامحتك لا لأنك تستحق، بل لأنني أستحق السلام.
سامحتك لأنني أؤمن أن العفو طريق القوة،
وأن التسامح هو ما يجعلني أكبر من الجراح.
إن الله عز وجل يغفر الذنوب جميعًا ويتسامح،
إلا في حقوق البشر،
وسيجمعني بك يوم القيامة لأقتص منك أو أعفو عن حقي. لذا، أسامحك اليوم، حتى لا أتعذب يوم القيامة برؤية وجهك.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق أردوغان: مشاهد تبادل الأسرى بغزة تبرز من يقدر كرامة الإنسان
التالى حماس تدعو إلى النفير العام للتصدي للاحتلال في جنين وسط تصعيد عسكري مستمر