في تصعيد جديد يسلط الضوء على معاناة الفلسطينيين المتزايدة، شهدت الضفة الغربية سلسلة من الانتهاكات، تمثلت في هجمات عنيفة شنها مستوطنون على بلدتي “الفندق” و”جينصافوط” بالقرب من قلقيلية، بالإضافة إلى تشديد الإجراءات العسكرية والإغلاق على الحواجز المحيطة.
اندلعت مواجهات عنيفة في “جينصافوط” بمحافظة قلقيلية عقب هجوم واسع نفذه المستوطنون، حيث أقدموا على إحراق منازل ومركبات ومحلات تجارية، بينما تصدت القوات الإسرائيلية للشبان الفلسطينيين باستخدام الرصاص الحي. في الوقت ذاته، قامت القوات الإسرائيلية باعتقالات واسعة وعمليات تنكيل في بلدة “عزون” المجاورة، مستهدفة عشرات المدنيين الفلسطينيين.
وفي شمال الضفة الغربية، فرضت القوات الإسرائيلية إجراءات عسكرية مشددة على جميع الحواجز، مغلقة عدداً منها، ومشددة القيود على أخرى، ما أسفر عن تعطيل حركة المواطنين والمركبات. كما أكدت مصادر ميدانية تحركات مكثفة للطائرات المروحية في أجواء مدينة طوباس، مما يشير إلى احتمال تنفيذ عمليات عسكرية إضافية.
من جانبها، أعلنت الحركة الطلابية في جامعة بيرزيت الإضراب الشامل حفاظاً على سلامة الطلبة، مع تصاعد الإغلاقات والتضييقات الإسرائيلية على الطرقات المؤدية إلى الجامعة.
يتزامن هذا التصعيد في الضفة الغربية مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وقطاع غزة حيز التنفيذ. الاتفاق، الذي تم بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة، يتألف من ثلاث مراحل زمنية ويشمل وقفاً للعمليات العسكرية الإسرائيلية وانسحاب جيش الاحتلال من المناطق المأهولة في غزة، بالإضافة إلى فتح معبر رفح لتعزيز إيصال المساعدات الإنسانية وتبادل الأسرى.
صرح رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني قائلاً: “نحن ملتزمون بمواصلة الجهود الدبلوماسية لضمان التنفيذ الكامل لبنود الاتفاق وتحقيق الهدوء في غزة، مع التأكيد على أهمية دعم المتضررين من هذه الأزمة الإنسانية.”
وفي سياق مرتبط، يواجه قطاع غزة دماراً هائلاً ومأساة إنسانية غير مسبوقة، بعد حرب استمرت 471 يوماً، أسفرت عن استشهاد أكثر من 158 ألف فلسطيني وإصابة الآلاف، بينهم نساء وأطفال، بالإضافة إلى دمار شامل طال المنازل والمرافق الحيوية.
نسخ الرابط تم نسخ الرابط