تفتحت عيناي منذ أول الخمسينيات على متابعة مجلة روزاليوسف، التى كانت فريدة عصرها ومكانتها حقا..
فقد كانت تعتمد على الكاريكاتير، دون الصور..
وكان يكتب بها عدد من الكتاب من أصحاب الرؤى الاجتماعية والثقافية المستنيرة، وكان أبرزهم خالد محمد خالد..وفيما بعد: أحمد بهاء الدين
وعرفت كتابات إحسان النارية التى فتحت أبواب جهنم على الفاسدين عامة، وتجار الأسلحة الفاسدة وقت حرب فلسطين 1948
وكان من الواضح أن بعض ضباط الجيش كانوا على تواصل معه ليزودوه بما يتصل بالأسلحة الفاسدة، وخاصة جمال عبد الناصر.
ودائما أذكر معلما لنا ونحن فى الصف الأول ثانوى قديم 1951، عندما دخل علينا الفصل، ووجدنى منشغلا بقراءة روزاليوسف، دون الانتباه والقيام للتحية، ظل مستوقفا لى وقتا طويلا يسألنى عما قرأت وأعجبنى فى وزاليوسف، وألقى بعد ذلك كلمات يمتدحنى فيها مديحا أخجلنى.
فلما قامت حركة يوليو 1952، وبدأ الحكم العسكرى يضايق الثوريين السابقين، وأعلن مجلس القيادة فى مارس 1954 نيته التخلى عن السلطة، اشتد إحسان فى نقده، وخاصة من خلال مقاله التاريخى( الجمعية السرية التى تحكم مصر)..فإذا بثوار اليوم يسجنون ثائر الأمس، ويمر كاتبنا بتجربة مريرة.
بعدها وجدنا إحسان يتجه كلية إلى كتابة الروايات، والتى وصف البعض عددا منها بأنها تدخل فى باب الأدب المكشوف، الذى يركز على جوانب جنسية..
وشيئا فشيئا ينغمس إحسان أكثر فى هذا الاتجاه: الخيط الرفيع- لا أنام- النظارة السوداء..ثم ينجذب إلى ما يمكن تسميته بالأدب السينمائى، الذى تبدى فى أفلام نالت شهرة واسعة..وطبعا دخلا كبيرا.
نسخ الرابط تم نسخ الرابط