أخبار عاجلة
رياضة : ضربة جوية مستحيلة -

د.أيمن نور يكتب: صباح الخير قبل فوات الأوان

خمسة أيام فقط وتحلّ الذكرى الرابعة عشرة لثورة الخامس والعشرين من يناير، فتعود إلى الأذهان صورة حلمٍ وُلد من رحم المعاناة، وإرادةٍ صاغتها التضحيات، ومسارٍ لم يكن سهلاً، لكنه كان صادقًا في تطلّعاته للحرية والكرامة والعدالة.

لقد تعلّمنا من سنوات ‎يناير أن الأوطان لا تُبنى إلا بالتكاتف، وأن مساحات الأمل لا تندثر مهما ضاقت السبل، وأن إرادة الشعوب قادرة على إعادة رسم المشهد، حتى وإن حاولت العواصف طمس ملامحه. ليست الثورة مجرد صفحة في التاريخ، تُطوى بنهاية يوم أو حتى بعد سنوات، بل هي فكرة تعيش بداخل كل من آمن بها، تتجدد كلما لاحت في الأفق فرصة لتصحيح المسار.

إن التجربة أثبتت أن العنف لا يصنع استقرارًا، وأن الإقصاء لا يحقق أمنًا، وأن الاستمرار في إدارة المشهد بمنطق القوة وحدها لا يُفضي إلا إلى مزيد من الأزمات. الحكمة تقتضي أن يكون هناك إدراكٌ حقيقيٌ لحتمية الإصلاح، ليس كترفٍ سياسي أو استجابةً لضغوط، بل كضرورة لا تحتمل التأجيل. فالمجتمعات التي تُغلق أمامها نوافذ التعبير السلمي، سرعان ما تجد نفسها أمام عواصف لا يمكن التنبؤ بمآلاتها.

قد تأخّر الإصلاح كثيرًا، وربما يرى البعض أن الأوان قد فات، لكن الأخطر من تأخره هو تفويته بالكلّية. فلا يزال هناك متّسعٌ لتدارك ما يمكن تداركه، عبر استعادة لغة العقل، وإعلاء قيم التعددية والشراكة الوطنية، وبناء أرضية حقيقية لمصالحة تستوعب الجميع دون إقصاء أو تهميش.

إن الوطن أكبر من أن يُختزل في لحظة، أو يُقيَّد برؤية واحدة، أو يُدار بمنطق الغلبة. والفرصة، مهما تأخرت، تظل قائمة لمن أراد أن يستمع إلى صوت الحكمة قبل أن يضيع حتى ما تبقّى منها.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط

المزيد

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق تحتل الولايات المتحدة الأمريكية الصدارة عالمياً في عدد المطارات بمجموع 15.9 ألف مطار
التالى انخفاض عدد العاملين في القطاع العام في مصر بين 2010 و2023 وتأثيره على الاقتصاد