تدور مفاوضات غير معلنة بين أطراف دولية وإقليمية حول مصير القوات الكردية في سوريا التي تتحكم بمناطق استراتيجية تعج بالموارد الحيوية فيما يهدد هذا الملف الأمن القومي التركي ويعزز من نفوذ الولايات المتحدة في المنطقة. تسعى الأطراف الفاعلة إلى إيجاد مخرج لمأزق تاريخي قد يؤثر على مستقبل سوريا لعقود قادمة.
تنشغل الولايات المتحدة وتركيا وسوريا في محادثات حاسمة قد تنتهي بتسوية قاسية تفرض مغادرة بعض المقاتلين الأكراد من مناطقهم ودمج آخرين في القوات الحكومية السورية تحت إشراف وزارة الدفاع. وتدور هذه النقاشات في ظل تساؤلات حول كيفية دمج قوات سوريا الديمقراطية ذات التدريب والتسليح المتقدم في الهيكل الأمني السوري.
تتوالى العوائق الصعبة في الطريق نحو الحل الدائم مع تمسك الأطراف السورية بإدماج جميع الفصائل المسلحة ضمن الجيش النظامي، فيما تبقى مسألة حكم الأكراد الذاتي نقطة جدل قد تتوقف على استمرار الدعم الأمريكي لهم. هذا الدعم الأمريكي ألقى بظلاله على العلاقات مع تركيا التي ترفض وجود أي قوة كردية قريبة من حدودها، وتعتبرها امتداداً لحزب العمال الكردستاني الذي يشن حرباً منذ عقود ضد الدولة التركية.
تضغط تركيا بشدة من أجل إخراج المقاتلين الأجانب وإنهاء وجود التنظيمات المسلحة على الأرض السورية، وتعتبر أن هذا هو السبيل الوحيد لاستقرار المنطقة. في الوقت نفسه، يبدو أن واشنطن تسعى للاستفادة من الوضع القائم في سوريا لاستمرار نفوذها على الساحة الدولية، بينما تظل قضية القوات الكردية عائقاً غير قابل للتجاوز بسهولة.
تتسارع المفاوضات على خلفية تحركات عسكرية وتوترات إقليمية قد تشتعل في أي لحظة، في ظل تصريحات من الرئيس التركي الذي يهدد بشن عمليات عسكرية قد تفتح جبهات جديدة. والأمريكيون يواجهون تحديات في مساعدة الأكراد دون إغضاب حليفهم التركي. الاتفاق الذي يبدو أنه يلوح في الأفق، قد يكون بداية لكارثة أوسع وأعمق في المنطقة.
نسخ الرابط تم نسخ الرابط