الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية ترحبان باتفاق وقف إطلاق النار في غزة وتدعوان لدعم الإغاثة الإنسانية

أعلن منسق الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة، السيد توم فليتشر، أن وكالة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (أوتشا) تعمل بشكل مكثف على تعبئة الإمدادات والاستعداد لتوسيع نطاق تقديم المساعدات الإنسانية في مختلف أنحاء القطاع. وأكد أن التحضيرات تجري قبيل سريان وقف إطلاق النار الذي تم الإعلان عنه رسميًا.

في كلمته، شدد فليتشر على أهمية “حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية”، داعيًا إلى إزالة جميع العقبات التي تحول دون وصول فرق الإغاثة إلى المناطق المحتاجة، وضمان تقديم المساعدة الأساسية بشكل آمن وسريع. كما حثّ مجلس الأمن الدولي على استخدام سلطته الجماعية لضمان أن يكون وقف إطلاق النار مستدامًا وأن يُحترم حقوق الإنسان في المنطقة.

تضافر الجهود العالمية

من جهتها، دعت منظمة الصحة العالمية دولها الأعضاء والمجتمع الدولي لتقديم التمويل اللازم لدعم الاستجابة الصحية في قطاع غزة. وأكدت المنظمة على ضرورة توفير الإغاثة الطبية العاجلة وإعادة بناء منظومة الرعاية الصحية على المدى الطويل، في ظل الدمار الهائل الذي طال القطاع بفعل العدوان.

وجاءت هذه الدعوات بعد الإعلان الذي صدر على لسان رئيس الوزراء القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، عن التوصل لاتفاق رسمي لوقف إطلاق النار بين الأطراف المتصارعة. وأعربت “حماس” عن ترحيبها بالاتفاق، معتبرةً إياه “ثمرة للصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني ومقاومته الشجاعة”.

تصريحات داعمة

وفي تعليق له، قال توم فليتشر: “نحن نعمل بلا كلل للتأكد من أن المساعدات تصل إلى أولئك الذين هم في أمس الحاجة إليها. ولكن الأمر لا يقتصر على تقديم المساعدة فقط؛ بل يجب علينا جميعاً أن نركز على حماية أرواح المدنيين وضمان مستقبل مستدام لهم”.

من جهة أخرى، صرحت منظمة الصحة العالمية قائلة: “نحن أمام كارثة إنسانية غير مسبوقة. الدعم الطبي العاجل الذي نقدمه اليوم سيحدد حياة الآلاف، بينما إعادة بناء النظام الصحي في غزة سيضمن حياة كريمة للأجيال القادمة”.

وأضافت حركة “حماس” في بيان لها: “هذا الاتفاق هو إنجاز لشعبنا وللمقاومة الباسلة. إنه محطة فارقة نسعى من خلالها لتحرير وطننا وتخفيف معاناة شعبنا المرابط”.

خلفية عن الوضع الإنساني

تمثل الظروف الحالية في قطاع غزة إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية عالميًا، حيث أودى العدوان منذ انطلاقه بحياة أكثر من 157 ألف شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، فضلًا عن الدمار الشامل الذي طال المستشفيات والمنازل والمرافق الحيوية.