السودان يرفض العقوبات الأمريكية على البرهان ويصفها بالاستخفاف بالشعب السوداني

أعربت وزارة الخارجية السودانية عن رفضها القاطع للعقوبات التي فرضتها وزارة الخزانة الأمريكية على رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان، واصفة القرار بأنه “استخفاف بالشعب السوداني”.

تأتي هذه التصريحات في إطار رد السودان على إعلان السلطات الأمريكية فرض عقوبات على البرهان بموجب أمر تنفيذي يطال أفرادًا يُتهمون بزعزعة استقرار السودان وتقويض الانتقال الديمقراطي في البلاد.

موقف الحكومة السودانية

أكدت وزارة الخارجية السودانية في بيان رسمي الخميس، أن حكومة السودان ترفض بشدة العقوبات المفروضة على عبد الفتاح البرهان، قائد القوات المسلحة ورئيس مجلس السيادة. ووصف البيان القرار الأمريكي بأنه “غير عادل ولا يستند إلى أي أسس موضوعية”، مشيرًا إلى أنه يعتمد على “ذرائع واهية بعيدة كل البعد عن الواقع”.

وأضافت الوزارة أن هذا القرار يمثل “استخفافًا بالغًا بالشعب السوداني الذي يلتف بأكمله خلف البرهان وقواته المسلحة”، معتبرة أن الإدارة الأمريكية تناقض نفسها عندما تقر بارتكاب مليشيا الدعم السريع جرائم إبادة جماعية، ثم تفرض عقوبات تستهدف قائد الجيش الذي يقاتل تلك المليشيا في معركة “سيادة وكرامة الشعب”.

كما شددت الوزارة على أن هذه العقوبات “لن تثني الشعب السوداني عن مواصلة معركته ضد المليشيات الإرهابية، ولن تؤثر في عزيمته لاستعادة أمن وسلامة البلاد”.

السياق الأمريكي للعقوبات

في وقت سابق، أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية أن العقوبات على البرهان تأتي بموجب الأمر التنفيذي رقم 14098، وتتهم القوات المسلحة السودانية بقيادته بتنفيذ غارات جوية وهجمات ضد المدنيين، شملت أهدافًا مدنية مثل المستشفيات والمدارس والأسواق.

العقوبات، وفق البيان الأمريكي، تشمل تجميد جميع الممتلكات المرتبطة بالبرهان داخل الولايات المتحدة، وحظر التعامل معه أو مع كيانات مرتبطة به بنسبة 50% أو أكثر.

تصريحات متبادلة وتصعيد دولي

يأتي هذا القرار ضمن سلسلة عقوبات أمريكية تستهدف أطراف النزاع في السودان، سواء من جانب الجيش أو قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”، الذي فرضت عليه عقوبات مماثلة الأسبوع الماضي لدوره في زعزعة استقرار السودان.

الحرب الدائرة منذ أبريل/نيسان 2023 بين القوات المسلحة السودانية ومليشيا الدعم السريع أدت إلى أزمة إنسانية هائلة، حيث تجاوز عدد القتلى 20 ألفًا وفق تقديرات محلية وأكثر من 130 ألفًا وفق دراسات أمريكية مستقلة، بالإضافة إلى نزوح 14 مليون شخص داخل السودان وخارجه.

تصريحات رسمية وشعبية

وفي تعليقها على القرار، قالت وزارة الخارجية السودانية: “من غير المقبول أن تأتي هذه العقوبات في وقت يدرك فيه العالم دور المليشيا الإرهابية بقيادة الدعم السريع في جرائم الإبادة الجماعية”. وأضافت الوزارة: “الشعب السوداني لن يخضع لعقوبات غير أخلاقية تهدف إلى تقويض سيادته”.