يشهد قطاع غزة كارثة إنسانية غير مسبوقة تؤكد تبلد مشاعر الإنسانية حول العالم فالصور المؤلمة التي تسجل لحظات تجمد الأطفال حتى الموت في أحضان أمهاتهم تحت وطأة برد الشتاء القارس تمثل دليلاً صارخاً على انعدام الضمير في المجتمع الدولي وتواطؤه في إبادة شعب بأسره فكل يوم يموت العشرات ويغرق آخرون في خيامهم الممزقة التي لا تجد من يحميها أو يعينها على مواجهة العاصفة.
يتسابق العالم في إلقاء اللوم على الأطراف الفلسطينية في حين يلتزم الصمت أمام الجريمة التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني وبدلاً من أن تتجه الأنظار إلى ما يحدث في غزة، يصرف البعض الانتباه عن تلك الأهوال ويحولونها إلى مناطق أخرى بعيدة وكأن هؤلاء الأطفال مجرد أرقام في تقرير لا يعني أحداً فمع كل جريمة تُرتكب ضد الأبرياء يتم تجاهل أصواتهم وتدمير حياتهم ويستمر الصمت ليطول.
يصر الأزهر الشريف على أن ما يحدث في غزة ليس مجرد حروب وصراعات سياسية بل هو إبادة جماعية وتطهير عرقي ممنهج تستمر قوات الاحتلال في فرضه دون أي رادع دولي وقد أصبح قتل الأطفال والنساء أمرًا روتينيًا في مشهد صادم يمر دون أن تحرك دول العالم ساكناً وفي الوقت نفسه يتزايد الدعم العالمي لهذا الكيان المجرم الذي يحاول تسويق جرائمه وتجميل صورته من خلال محاولات تطبيع للعنف.
لا يكتفي الأزهر بمراقبة المذبحة بل يطالب المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية باتخاذ قرارات فاعلة وطارئة لنقل المساعدات إلى غزة والعمل على تخفيف المعاناة في أسرع وقت ممكن فالوضع لا يحتمل المزيد من التأخير فالتهديدات التي تواجه الشعب الفلسطيني ليست معركة سياسية فحسب بل كارثة إنسانية مروعة بحاجة إلى تدخل عاجل لمنع المزيد من الأرواح من الهلاك بلا رحمة.
يطالب الأزهر أيضاً بوقف كل أشكال الدعم والتغطية على الجرائم المرتكبة ضد الفلسطينيين ومنع توجيه الأنظار بعيداً عن ما يحدث في غزة، فالعالم اليوم لا يعاني فقط من صراعات في الأرض بل من فقدان الإحساس بمصير من يتعرضون لأسوأ أشكال القتل والموت البطيء، والحاجة الملحة للضمير الإنساني لم تكن أكثر إلحاحاً من هذه اللحظة.
وفي مواجهة هذا العدوان الوحشي الذي لا يتوقف، يتضح أن الأمر يحتاج إلى أكثر من مجرد إعلانات وتصريحات بل إلى قرارات حاسمة ومواقف حقيقية تضمن حق الفلسطينيين في الحياة وحقهم في الحصول على كل أشكال الدعم الإنساني في ظل هذه الظروف القاسية.
نسخ الرابط تم نسخ الرابط