أخبار عاجلة
رياضة : الموسم الثاني من The Last of Us يصل في أبريل -

الخديو عباس حلمي الثاني: آخر خديوي مصر وصوت المقاومة الوطنية

وُلد عباس حلمي الثاني في الرابع عشر من يوليو عام 1874 وهو أكبر أبناء الخديو توفيق. تولى حكم مصر في 8 يناير 1892 بعد وفاة والده ليصبح آخر خديوي لمصر والسودان.

في فترة حكمه حاول عباس تعزيز العلاقات مع المصريين، حيث أظهر تعاطفًا مع قضاياهم واهتم بتقوية الروابط الوطنية. لم يقتصر حكمه على الصمت أمام الاحتلال البريطاني بل سعى لمقاومته على كافة الأصعدة وكان من الداعمين البارزين للقضايا الوطنية. أظهر دعمه للزعيم مصطفى كامل في كفاحه ضد الاستعمار البريطاني، مما جعله شخصية محورية في تاريخ مصر الحديث.

استطاع عباس حلمي الثاني أن يحظى بشعبية كبيرة في أوساط المصريين على الرغم من وجود الاحتلال البريطاني في البلاد. وكان من بين القرارات الجريئة التي اتخذها عقب توليه العرش إقالة وزارة مصطفى فهمي باشا بعد عام من حكمه.

هذه الوزارة كانت تسعى لإرضاء سلطات الاحتلال البريطاني وهو ما جعل عباس يواجه توترًا شديدًا مع الإنجليز. أثرت هذه الأزمة على وضعه السياسي في البلاد وجعلت شعبيته تنمو بشكل ملحوظ. كان يعبر الشعب عن دعمه له في مواجهته للاحتلال عبر هتافات مسموعة في الشوارع وميادين مصر.

شهد حكم عباس حلمي الثاني العديد من الأحداث الوطنية الهامة التي تركت بصماتها في التاريخ المصري. من أبرز هذه الأحداث كانت حادثة دنشواي في عام 1906 التي أثارت موجة من الغضب في مصر بسبب قسوة الاحتلال البريطاني ضد الفلاحين المصريين. أثرت الحادثة في مجريات الأمور ودفعت عباس إلى اتخاذ قرارات تؤكد وقوفه ضد الظلم والاحتلال. كما لعب دورًا مهمًا في التخلص من اللورد كرومر في عام 1907 بعد سلسلة من التوترات بينه وبين الاحتلال البريطاني، الأمر الذي ساعد في تحسين موقفه في الداخل.

عرف عن عباس حلمي الثاني تمسكه بمبدأ الاستقلال الوطني، حيث كان يسعى لتحسين وضع مصر بين الدول الكبرى في العالم آنذاك. ولم يقتصر نشاطه على مقاومة الاحتلال البريطاني، بل أيضًا على تحسين أوضاع مصر الداخلية. دعم عباس حلمي الثاني الاستقلال السياسي والتقدم الاقتصادي، كما حاول تعزيز دور مصر في العالم العربي والإسلامي. كانت هذه السياسة أحد الأسباب التي أدت إلى زيادة شعبيته في مصر.

وفيما يتعلق بالمشاريع العمرانية التي ارتبطت بعصره، يُذكر كوبرى عباس الذي يربط بين جزيرة منيل الروضة ومنطقة الجيزة. هذا الكوبري أصبح رمزًا للمقاومة الوطنية حيث شهد أحداثًا هامة مثل مظاهرات عام 1935 ومظاهرات 1946 التي كانت تعبر عن الرفض الشعبي للاحتلال. كما ارتبط هذا الكوبري بالعديد من المحطات الهامة في تاريخ مصر الحديث، حيث كان شاهداً على التحولات السياسية والاجتماعية التي شهدتها البلاد في تلك الحقبة.

ومع مرور الوقت استمرت الأزمات السياسية في التصاعد، وبينما كان عباس حلمي الثاني في رحلة علاجية خارج مصر في مايو 1914 على متن يخت “المحروسة”، تعرض لمحاولة اغتيال من قبل شاب مصري يدعى محمود مظهر. تسببت هذه الحادثة في تأخير عودة عباس إلى مصر، وفي الوقت نفسه اندلعت الحرب العالمية الأولى. استغل البريطانيون هذا الوضع وقرروا التخلص من عباس نهائيًا، حيث قاموا بعزله في سبتمبر 1914 وعينوا عمه حسين كامل سلطانًا على مصر. كما فرضت بريطانيا الحماية على مصر في نفس الفترة.

لم يتوقف الشعب المصري عن الهتاف ضد الاحتلال البريطاني رغم غياب عباس حلمي الثاني عن الساحة السياسية. استمرت الهتافات التي تنادي بعودته مثل “الله حي عباس جي” لتعكس مدى التأثير العميق الذي تركه عباس في قلوب المصريين. كما أن هذا العهد شهد حالة من الرفض الشعبي للاحتلال البريطاني، مما أدى إلى تصاعد النشاطات المناهضة للاستعمار في مصر.

استمر الغضب الشعبي ضد الاحتلال خلال فترة غياب عباس، ولم يكن الشعب ينسى دوره في التصدي للإنجليز. توفي عباس حلمي الثاني في ديسمبر 1944، لكنه ظل شخصية محورية في تاريخ مصر الحديث ورمزًا للمقاومة الوطنية ضد الاحتلال البريطاني. رغم أن أحداث حياته شهدت تقلبات عديدة، إلا أن إرثه لا يزال حيًا في وجدان المصريين، سواء من خلال دوره في مقاومة الاحتلال أو عبر المشروعات التي ارتبطت بعصره، مثل كوبرى عباس الذي لا يزال شاهدًا على تاريخ مصر النضالي ضد الاستعمار.

تظل ذكرى الخديو عباس حلمي الثاني حية في مصر حتى اليوم، حيث يذكره الشعب المصري كأحد أبرز الشخصيات التي حاولت الوقوف في وجه التحديات السياسية التي واجهتها البلاد في تلك الحقبة.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق النيابة العامة تواصل تحقيقاتها في حريق مصنع القطن بالقليوبية
التالى إجراءات جديدة لتنظيم عبور السوريين حاملي الجوازات التركية إلى سوريا