شهدت سوريا تغييرات دراماتيكية في خريطة النفوذ والسيطرة بعد سقوط نظام بشار الأسد وهروبه في 8 ديسمبر 2024، إثر معارك مكثفة أطلقتها الفصائل الثورية بقيادة غرفة عمليات “ردع العدوان” انطلاقًا من إدلب.
الفصائل استطاعت تحقيق تقدم سريع ومفاجئ، سيطرت فيه على مساحات شاسعة تمتد من حلب إلى حمص، متزامنة مع تحركات جنوبي البلاد وفي المنطقة الوسطى.
توسع الفصائل وسيطرتها
الفصائل الثورية، التي كانت تسيطر على 11% فقط من مساحة سوريا منذ عام 2020، استطاعت توسيع نفوذها إلى أكثر من 71% من البلاد خلال أسبوعين فقط.
غرفة عمليات “فجر الحربة”، التي أطلقها الجيش الوطني شمال حلب، ركزت على استعادة مناطق شرق حلب من قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، بالإضافة إلى التقدّم نحو منبج.
تراجع نفوذ قسد وتغيرات جديدة
رغم تراجع النظام، ارتفعت نسبة سيطرة قسد إلى ما يزيد عن 28% من مساحة سوريا، مع توقعات بتراجعها لصالح الفصائل التي تهدف للتقدم في مناطق عين العرب/ كوباني والرقة.
توسُّع إسرائيلي مفاجئ
لأول مرة منذ 2011، وسعت إسرائيل نطاق سيطرتها، حيث ثبتت وجودها في القرى والتلال جنوب شرق البلاد، ما يمثل حوالي 1% من مساحة سوريا.
مرحلة جديدة لسوريا
التغييرات المفاجئة في خريطة السيطرة جاءت بعد استقرار دام لأكثر من أربع سنوات بفضل اتفاق تركي روسي.
ومع سقوط النظام، بدأ عهد جديد في سوريا تقوده الفصائل الثورية التي تسلمت إدارة البلاد وتسعى لتوسيع سيطرتها، بينما تستغل القوى الإقليمية الوضع لتوسيع نفوذها، ما يرسم خريطة معقدة لمستقبل البلاد.
نسخ الرابط تم نسخ الرابط