فوجئ الملايين من مستخدمي ChatGPT حول العالم بحدوث كارثة تقنية غير مسبوقة إذ عجزت الأداة الذكية عن الرد على الاستفسارات أو تحميل أي معلومات مما تسبب في فوضى عارمة بين مستخدميها.
اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بنقاشات حادة واهتمامات مكثفة حول حقيقة هذا العطل الذي دمر ما اعتاد عليه العالم من تكنولوجيا متطورة وقوة الذكاء الاصطناعي الذي كانت تدعي شركات التقنية أنه لن يتوقف أو يخطئ. تكشفت الحقائق بسرعة لكن المشكلة ما زالت مستمرة مع استمرار تجاهل التوضيحات من قبل المسؤولين.
عجزت أداة ChatGPT عن أداء وظيفتها المعتادة في الساعة 1:30 مساء بتوقيت شرق الولايات المتحدة ما جعل ملايين المستخدمين يكتشفون في ذات اللحظة أنهم عاجزون عن الاستفادة من أداة الذكاء الاصطناعي المتطورة التي يعوّلون عليها لحل مشكلاتهم.
تحول الذهول إلى استياء عارم مع انتشار الأخبار عبر المنصات الإلكترونية في الساعة 2 مساءاً بتوقيت شرق الولايات المتحدة عبر موقع “Down Detector” الذي يرصد الأعطال التقنية. يتساءل الجميع: هل ستكون هذه النهاية لجهاز الذكاء الاصطناعي الذي طالما بشر بقدراته الخارقة؟
في اللحظة التي كان فيها الجميع ينتظرون إصلاحًا فوريًا للخلل الكبير، اكتشف بعض المستخدمين أن ChatGPT قد يفتح أحيانًا، لكنه لا يستجيب للاستفسارات، مما يزيد من القلق حول قدرة النظام على معالجة المشاكل التي يعرضها عليه مستخدموه.
بينما بدأ البعض يشاهدون رسالة مزعجة تقول “خطأ داخلي في الخادم” ما جعل الأمور تتصاعد إلى درجة أن الفشل لم يعد مجرد حدث عابر بل صار بمثابة إشارة على أزمة حقيقية.
سادت حالة من التخبط في صفوف المستخدمين الذين بدؤوا في طرح أسئلة لا تجد إجابة، بينما فشلت أداة الذكاء الاصطناعي في تلبية أبسط الطلبات.
يبدو أن الشركات التي طالما روّجت للذكاء الاصطناعي لم تفكر في تأمين استقرار هذه الأنظمة الحساسة. في الوقت الذي كان الملايين يتوقعون أن تكون هذه الأنظمة قادرة على دعم العالم بشكل مستمر، يظهر بوضوح أنها ليست محصنة ضد الأخطاء التقنية، مما يعكس حجم المشكلة.
أصدرت OpenAI تصريحًا رسميًا على صفحتها الخاصة بالحالة، لتؤكد حدوث مشكلة كبيرة في النظام لم يكن بالإمكان تحديدها في الوقت المحدد. المثير للدهشة أن الشركة أعلنت أن ChatGPT يواجه حاليًا معدلات أخطاء مرتفعة بشكل غير مسبوق، مما جعل من الواضح أن العطل ليس مجرد خلل عابر بل أزمة حقيقية تواجه مستقبل هذه التقنية. لا شيء يضمن عودة الخدمة في أقرب وقت.
لكن هذا ليس العطل الأول، بل هو جزء من سلسلة من الإخفاقات المتتالية التي دمرت الثقة في هذا النظام. على مدار الأشهر الأخيرة، واجهت ChatGPT العديد من الأعطال والتوقفات غير المبررة.
بعد إصدار خدمة Sora لمستخدمي ChatGPT، والتي تتيح لهم استخدام الأداة دون الحاجة إلى تسجيل حساب، تحولت الأمور من سيئ إلى أسوأ حيث تعطلت الأداة لساعات طويلة، إضافة إلى فشل بعض أدوات الذكاء الاصطناعي الأخرى في التعامل مع المشاكل التي كانت تُعرض عليها. تفجرت الاحتجاجات مرة أخرى عندما ظهر أن الشركة لم تكن قادرة على ضمان استقرار الخدمة.
يبدو أن هذه الأزمات التقنية التي تتكرر بشكل دوري قد تثير شكوكًا عميقة حول استدامة هذه الأنظمة على المدى الطويل. كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون أداة يعتمد عليها في الأوقات الحرجة بينما يبدو أنه ينهار في أوقات الضغط؟ لا يكفي أن تكون الأدوات متاحة بسهولة إذا كانت غير قادرة على التعامل مع مشكلات بسيطة أو استيعاب الضغط الهائل الذي قد يتعرض له النظام.
المؤسف أن هذه الأعطال لا تُعتبر مجرد أزمة عابرة، بل هي مؤشر على خلل منهجي قد يعيد تقييم كيفية تعامل الشركات مع الأنظمة الذكية التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي في مواجهة التحديات اليومية.
فلا يمكن تصوّر أنه مع كل هذه الطفرة التكنولوجية، ما زالت الشركات عاجزة عن تقديم ضمانات لاستمرارية الخدمة التي أصبحت جزءًا من حياة ملايين المستخدمين.
تستمر الأسئلة في التزايد، وكلما طال العطل، زادت حدة الاستياء بين المستخدمين. تثار تساؤلات خطيرة حول كيفية إدارة أنظمة الذكاء الاصطناعي التي يتوقع الناس أن تكون جاهزة دائمًا.
يتعين على الشركات التي تقدم هذه التقنيات أن تراجع استراتيجياتها وتعيد بناء أنظمتها بما يضمن استمراريتها وعدم تعثرها في مواجهة أبسط المشكلات التقنية.
وتظل هذه الحادثة بمثابة صفعة قوية لعالم الذكاء الاصطناعي، الذي بدا كأنه سيغير مجرى الحياة بشكل دائم. فالعطل الذي أصاب ChatGPT اليوم هو بمثابة مؤشر على التحديات الحقيقية التي قد تواجه المستقبل التكنولوجي، وإذا لم يتم إصلاح هذه الأنظمة بشكل جذري، فسيواجه العالم تهديدات أكبر قد تؤثر بشكل كارثي في مجال التكنولوجيا.
نسخ الرابط تم نسخ الرابط