أدان الرئيس الروحي للطائفة الدرزية في سوريا، الشيخ حكمت الهجري، الغزو الإسرائيلي لسوريا، وقال إن بلاده بحاجة إلى الحفاظ على وحدتها الاجتماعية والإقليمية.
وفي حديثه مع ميدل إيست آي في مقابلة حصرية من منزله في قنوات، وهي بلدة في محافظة السويداء جنوب سوريا، قال الهجري: “الغزو الإسرائيلي يقلقني وأنا أرفضه”.
وأضاف الهجري أن الاتصالات بين الطائفة الدرزية في سوريا والسلطات الجديدة في دمشق بقيادة أحمد الشرع كانت إيجابية.
وتابع: “لكننا ننتظر إنجازات من الحكومة الجديدة، وليس مجرد كلمات إيجابية”.
يجد الدروز في سوريا أنفسهم مرة أخرى في مرمى الغزو الإسرائيلي، حيث بدأت دولة الاحتلال بتحريك قواتها إلى الأراضي السورية بعد ساعات قليلة من قيام قوات المعارضة السورية بقيادة قائد هيئة تحرير الشام أحمد الشرع، المعروف أيضًا باسم أبو محمد الجولاني، بإسقاط حكومة بشار الأسد في الثامن من ديسمبر/ كانون الأول.
لقد بدأت دولة الاحتلال غزوها لسوريا من مرتفعات الجولان، وهي هضبة سورية احتلتها إسرائيل عام 1967، بالإضافة إلى مناطق أخرى وهي مناطق مأهولة الآن بكثافة بالدروز، وهي طائفة عرقية دينية منتشرة في عدة دول في بلاد الشام.
وقال الهجري: “يريد الدروز البقاء في أراضيهم مع الخصوصية، لكن هذا أصبح مسألة دولية، الغزو يجب أن يعالج من قبل جميع البلدان”.
موازنة المصالح
عندما اندلعت الثورة السورية والحرب الأهلية في عام 2011، سعى الدروز في السويداء بحذر إلى إبعاد أنفسهم عن الصراع.
ومع ذلك، على الرغم من كونهم تحت سيطرة الأسد اسميًا، فقد خرج السوريون في السويداء بانتظام في الاحتجاجات ضد حكومته منذ عام 2020.
كان الهجري مؤيدًا صريحًا للاحتجاجات وبالتالي الصوت الناقد الأعلى في المناطق التي تسيطر عليها حكومة الأسد، حيث إن 90% من سكان محافظة السويداء هم من الدروز.
وقال: “كان سكان السويداء يعانون من انتهاكات سيئة ولذلك أرادوا الضغط على النظام الحاكم، أرادوا أن ترى الدول الأخرى أن سوريا بلد جميل ينعم بالسلام”.
وبعد أن استولت دولة الاحتلال على بلدة حضر ذات الأغلبية الدرزية في محافظة القنيطرة في وقت سابق من هذا الشهر، ظهر مقطع فيديو لرجل دين درزي يزعم “أنه سيكون من الأفضل أن تضم إسرائيل البلدة بدلاً من تركها “للمتمردين” الذين استولوا على دمشق”.
لكن مئات الدروز أظهروا ولاءاتهم في شوارع مدينة السويداء يوم الجمعة، واحتفلوا بانتصار الثورة بالموسيقى والرقص، حيث رُفع علم الثورة السورية إلى جانب العلم متعدد الألوان للدروز.
وفي الواقع، انضم مقاتلون دروز من السويداء إلى هجوم المعارضة ضد قوات الأسد في وقت سابق من هذا الشهر.
كما قُتل حوالي 50 درزيًا عندما أجبروا على الخروج من معاقلهم في محافظة درعا المجاورة، وفقًا للأمير قيصر، وهو مقاتل درزي كبير مقرب من الهجري.
وقال قيصر لموقع ميدل إيست آي، إن مقاتليه كانوا ينسقون مع قوات المعارضة في درعا منذ عام ونصف.
في انتظار نتائج ملموسة
يعتقد الهجري أن التركيز الآن يجب أن ينصب على بناء الدولة وإصلاح الاقتصاد السوري المحطم، لاسيما أن “الحكومة الجديدة لديها ميراث سيئ من الحكومة القديمة”، حسب قوله.
وجرت محادثات بين الطائفة الدرزية والحكومة المؤقتة، كان أخرها لقاء كان فيه نجل الهجري، سليمان، جزءًا من وفد إلى دمشق مؤخرًا، حيث التقى بالشرع.
وأضاف الهجري: ” لقد كان الاجتماع إيجابيًا للغاية، لكننا بحاجة إلى رؤية نتائج على الأرض”، مؤكداً أن الحكومة الحالية هي فقط حكومة مؤقتة، ولا يجب أن تحكم سوريا طائفة واحدة.
وقال الهجري: “إن الرسالة الدرزية إلى الشرع هي أن الجميع يجب أن يعيشوا في سلام، وأن الحكومة المستقبلية يجب أن تكون شاملة، وأن تضم كل الأطياف، وأن تحترم حقوق المرأة”