في زيارة هامة إلى العاصمة السورية، ناقش وزير الدولة بوزارة الخارجية القطرية، محمد الخليفي، مع قائد الإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع، سبل تعزيز العلاقات بين البلدين ودعم مستقبل سوريا.
عقد الاجتماع في إطار جهود قطر المستمرة لدعم الشعب السوري، حيث تناول الطرفان موضوع العلاقات الوثيقة التي تجمع بينهما وسبل تعزيزها. وأشارت وزارة الخارجية القطرية في بيان لها إلى أهمية التعاون في جميع المجالات وتلبية احتياجات الشعب السوري. كما تم التركيز على احتياجات مطار دمشق الدولي وضرورة تقديم الدعم اللازم لتشغيله ضمن إطار المساعدات الإنسانية والتنموية.
وأكد الخليفي خلال اللقاء على التزام قطر الثابت بدعم الأشقاء السوريين في بناء دولة مؤسسات قائمة على العدالة والحرية والتنمية والسلام. وشدد على ضرورة ضمان وحدة سوريا والعمل على انتقال سلمي للسلطة من خلال عملية سياسية تشمل جميع أطياف الشعب السوري، استناداً إلى قرار مجلس الأمن 2254 الذي يهدف إلى تحقيق استقرار دائم في البلاد.
وعبر الخليفي عن إشادة دولة قطر بالإجراءات التي اتخذتها الإدارة الجديدة، مما يؤكد على الثقة في إجراء التغييرات اللازمة.
في مؤتمر صحفي أعقب الاجتماع، أوضح الشرع أن “الجانب القطري كان دائماً صديقاً للشعب السوري، وشارك في كل مراحل الثورة، وبقي ثابتاً على موقفه حتى آخر لحظة”. كما أشار إلى استعداد الجانب القطري لضخ استثمارات واسعة في سوريا، خاصة في مجالات الطاقة والموانئ والمطارات، مما يعكس اهتمام قطر الكبير بمستقبل سوريا.
وأكد أن “المرحلة المقبلة ستكون تنموية بامتياز، وستكون مشاركة دولة قطر فيها فعالة وهادفة”.
وكشف الشرع أنه وجه دعوة لأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني لزيارة سوريا، مؤكدا أن “العلاقات ستعود أفضل مما كانت في السابق آلاف المرات”.
والاثنين، بدأ وزير الدولة بوزارة الخارجية القطرية، زيارة إلى دمشق، كأول وفد قطري رفيع المستوى يصل دمشق بعد قطيعة مع النظام السابق استمرت 13 عاما، وفق بيان سابق للخارجية القطرية.
وقال متحدث الخارجية القطرية ماجد الأنصاري عبر منصة “إكس” إن الخليفي وصل دمشق “على رأس وفد قطري رسمي رفيع المستوى لعقد لقاءات مع المسؤولين السوريين، وتجسيدا للموقف القطري الثابت في تقديم كل الدعم للأشقاء في سوريا”.
وأوضح أن الوفد وصل “على متن أول طائرة للخطوط الجوية القطرية تحط في مطار العاصمة السورية منذ سقوط نظام بشار الأسد” في 8 ديسمبر/ كانون الأول الجاري.
ومنذ ذلك اليوم يصل إلى دمشق بوتيرة يومية مسؤولون إقليميون ودوليون يعقدون اجتماعات مع قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع.
والسبت، أعادت الدوحة فتح سفارتها في دمشق ورفعت عليها العلم القطري، بعد إغلاقها منذ يوليو/ تموز 2011 إثر هجوم شنه أنصار نظام الأسد عليها، ردا على تغطية قناة “الجزيرة” القطرية للثورة السورية التي بدأت في مارس/ آذار من ذلك العام.
وسيطرت فصائل سورية في 8 ديسمبر الجاري على دمشق وقبلها مدن أخرى، مع انسحاب قوات النظام من المؤسسات العامة والشوارع، لينتهي 61 عاما من حكم نظام حزب البعث، و53 سنة من حكم عائلة الأسد.
نسخ الرابط تم نسخ الرابط