أعلن متحف فلسطين الأمريكي عن رغبته في استئجار مقر السفارة الإسرائيلية السابقة في العاصمة الإيرلندية دبلن بعد إغلاقها، حيث يهدف إلى تحويل المبنى إلى فرع جديد للمتحف.
هذه الخطوة تأتي في إطار توسع المتحف الذي يقع مقره الرئيسي في ولاية كونيتيكت الأمريكية منذ افتتاحه في أبريل 2018، حيث يعمل المتحف على نشر الرواية الفلسطينية للعالم.
وقد نجح المتحف في إقامة معارض متنوعة في دول أوروبا، كان آخرها معرض بعنوان “الفن تحت الحصار” الذي أقيم في لندن هذا العام.
الرؤية السياسية وراء الخطوة
المتحف الذي أسسه رجل الأعمال الفلسطيني الأمريكي فيسل صالح يعكف حالياً على دراسة إمكانية تحويل المبنى المهجور إلى مساحة لعرض الفن الفلسطيني بشكل دائم.
وصف صالح هذه الخطوة بأنها “رسالة سياسية قوية”، مشيراً إلى أن هذا الموقع قد يصبح نقطة مهمة للتعريف بالفن والثقافة الفلسطينية في أوروبا، وخاصة في إيرلندا التي تعتبر من أكثر الدول دعماً للقضية الفلسطينية.
وأوضح صالح أنهم في مرحلة الاستفسار فقط في الوقت الحالي، حيث يقومون بجمع المعلومات اللازمة لتقييم مدى إمكانية تحويل المكان إلى متحف دائم. ولفت إلى أن إنشاء مقر دائم للمتحف سيجعل الأمور أكثر تنظيماً ويسمح بإقامة معارض بشكل منتظم، ولكنه أكد أن القرار النهائي سيتوقف على مدى الجدوى المالية للمشروع. وقال صالح إن إقامة متحف دائم سيوفر كثيراً من الجهد ويتيح فرصة لإقامة معارض دائمة، لكنه أكد ضرورة دراسة التكلفة بعناية للتأكد من أن الأمر ممكن اقتصادياً.
إغلاق السفارة الإسرائيلية في دبلن
إغلاق السفارة الإسرائيلية في دبلن جاء في ظل تزايد العزلة الدولية التي تواجهها إسرائيل بسبب حربها على غزة التي أسفرت عن مقتل أكثر من 45 ألف فلسطيني، بينهم نسبة كبيرة من النساء والأطفال، وتشريد ما يقارب جميع سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة. هذه الخطوة من جانب إسرائيل أثارت اهتماماً دولياً واسعاً وزادت من توتر العلاقات بين إسرائيل وإيرلندا، حيث اتهم وزير الخارجية الإسرائيلي رئيس الوزراء الإيرلندي سايمون هاريس بالتحريض على معاداة السامية بسبب موقف إيرلندا تجاه الصراع في غزة.
هاريس من جانبه رفض هذه الاتهامات بشدة، وأعرب عن أسفه العميق لقرار إغلاق السفارة، مؤكداً أن إيرلندا ستظل دائماً تدافع عن حقوق الإنسان والقانون الدولي. كما أضاف أن القرار الإسرائيلي مؤسف ويعكس السياسة العدوانية لتل أبيب التي تواجه انتقادات متزايدة من المجتمع الدولي بسبب سياساتها في الأراضي الفلسطينية.
دعم إيرلندي للقضية الفلسطينية
فيما يتعلق بموقف إيرلندا الداعم للقضية الفلسطينية، أشاد فيسل صالح بالشعب الإيرلندي ووصفه بأنه من أكثر الشعوب الداعمة لفلسطين. وأعرب عن امتنانه للدعم الكبير الذي تلقاه المتحف خلال تنظيمه لمعرض فني في مدينة بانترى الإيرلندية، مؤكداً أن حجم الدعم الذي تلقاه المتحف كان يفوق التوقعات. وأضاف صالح أن هناك العديد من القوى تحاول محو الرواية الفلسطينية، لكن إيرلندا تقف في الصف المعاكس لهذه القوى، مما جعل الفلسطينيين يشعرون بامتنان كبير تجاه موقفها.
التداعيات القانونية على إسرائيل
إسرائيل تواجه حالياً اتهامات بالإبادة الجماعية في محكمة العدل الدولية، وقد أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت بتهم تتعلق بجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب بسبب سلوكهما في غزة. هذه الاتهامات تعزز من العزلة الدولية التي تعيشها إسرائيل حالياً، وتزيد من الضغط على حكومتها لمواجهة العدالة الدولية.
إيرلندا تنضم إلى الجهود القانونية ضد إسرائيل
وفي خطوة مهمة، أعلنت إيرلندا الأسبوع الماضي عن انضمامها رسمياً إلى قضية جنوب إفريقيا المرفوعة ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بشأن اتهامات الإبادة الجماعية. وتسعى إيرلندا إلى توسيع تفسير مفهوم الإبادة الجماعية في القانون الدولي ليشمل حصار الدول، وهو ما يعتبر تطوراً مهماً في معركة القانون الدولي ضد السياسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية.
التوقعات المستقبلية للمتحف في دبلن
إذا ما تحقق مشروع تحويل مقر السفارة الإسرائيلية السابقة إلى متحف فلسطيني في دبلن، فإنه سيمثل خطوة كبيرة ليس فقط في توسيع أنشطة متحف فلسطين الأمريكي، ولكن أيضاً في تعزيز الوعي العالمي بالقضية الفلسطينية في وقت تزداد فيه العزلة الدولية لإسرائيل. ومن المتوقع أن يستمر المتحف في لعب دور مهم في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني وإبراز معاناته للعالم عبر الفنون والثقافة.
نسخ الرابط تم نسخ الرابط