في تطور جديد لقضية الدهس التي شهدتها منطقة أوسيم الوراق، أحالت نيابة أوسيم الكلية بمحكمة شمال الجيزة الابتدائية لاعب كرة القدم بفريق طلائع الجيش رجب عمران إلى محكمة الجنح المختصة.
تأتي هذه الإحالة بعد أن أسفر حادث مروع عن وفاة شخصين وإصابة آخر بجروح خطيرة، حيث صدمت سيارة اللاعب سيارة ثلاثية العجلات (تروسيكل) في حادث أليم وقع أوائل الشهر الجاري.
النيابة وجهت إلى اللاعب تهمتي القتل الخطأ والإصابة الخطأ، بعد أن أثبتت التحقيقات الأولية أن اللاعب كان يقود سيارته بسرعة كبيرة.
ورغم خطورة الحادث، إلا أن النيابة قررت إخلاء سبيل اللاعب بكفالة مالية بلغت 100 ألف جنيه، بعد إجراء تحليل طبي للاعب أكد عدم وجود أي مواد مخدرة أو كحولية في دمه، مما أسقط احتمالات القيادة تحت تأثير المخدرات أو الكحول.
الواقعة بدأت عندما اصطدمت سيارة اللاعب الفارهة بتروسيكل كان يقف أمام مستودع غاز القيراطيين. الحادث أسفر عن وفاة شخصين: الضحية الأولى هو “عادل” الذي يعمل بوزارة الزراعة، أما الثاني فهو ابن خاله “سمارة” الذي كان يعمل بائعًا للأنابيب.
بعد وقوع الحادث تم نقل الضحيتين إلى مستشفى قصر العيني، لكنهما فارقا الحياة متأثرين بجراحهما البالغة. بينما لا يزال المصاب الثالث “أيمن” في المستشفى يتلقى العلاج نتيجة إصاباته الخطيرة، حيث يعاني من نزيف حاد وارتجاج في المخ.
أفاد عدد من شهود العيان الذين تواجدوا في مكان الحادث بأنهم تمكنوا من التقاط صور للسيارة التي تسببت في الحادث، وذلك قبل أن يفر قائدها من الموقع. وبناءً على هذه الصور، تم التوصل إلى أن السيارة التي كانت تُقود وقت الحادث تعود ملكيتها للاعب كرة القدم رجب عمران، الذي يلعب حاليًا ضمن صفوف نادي طلائع الجيش في الدوري المصري الممتاز.
وفيما يخص الشهود، أكد بعضهم أن اللاعب حاول الهروب بعد وقوع الحادث، مما أثار استياءهم وزاد من تعقيد الأمور. لكن بفضل تحريات الأجهزة الأمنية، تم تحديد هوية السيارة وسائقها. ولم يمض وقت طويل حتى تم استدعاء اللاعب للتحقيقات، التي بدورها أفضت إلى إحالته إلى محكمة الجنح.
تعد هذه الواقعة واحدة من سلسلة حوادث الدهس التي شهدتها مصر خلال الأشهر الماضية، وكان أبطالها عدد من المشاهير سواء في مجال الرياضة أو التمثيل أو الغناء. ففي حادث آخر مشابه وقع قبل أسابيع في منطقة الشيخ زايد، كان نجل زوجة الشيف الشهير الشربيني قد دهس أحد عمال التوصيل الذي كان يقود دراجته النارية. الحادث أسفر عن وفاة عامل التوصيل في الحال، بينما فر قائد السيارة من الموقع قبل أن يقوم بتسليم نفسه لاحقاً للسلطات.
يشار إلى أن هذه الحوادث المتكررة أثارت موجة من الجدل حول مدى التزام بعض المشاهير بقواعد المرور والقوانين، وسط مطالبات بضرورة التشديد في تطبيق العقوبات عليهم وعدم التهاون في مثل هذه الحوادث التي تؤدي إلى فقدان أرواح بريئة.
في السياق ذاته، أعرب عدد من أهالي الضحايا عن غضبهم واستيائهم مما وصفوه بـ “التهاون” في التعامل مع مثل هذه القضايا، خاصة عندما يتعلق الأمر بمشاهير. حيث يعتقدون أن القوانين يجب أن تطبق على الجميع دون تفرقة، مؤكدين أن الضحايا لا يمكنهم الحصول على حقهم كاملاً إلا إذا تم التعامل بجدية مع مرتكبي هذه الحوادث، بغض النظر عن مكانتهم الاجتماعية أو شهرتهم.
الحادثة التي كان بطلها رجب عمران ليست الأولى من نوعها، لكنها تسلط الضوء على قضية أوسع تتعلق بسلامة الطرق وتطبيق القوانين على الجميع، خاصة أن الحوادث المرتبطة بالمشاهير تثير اهتماماً إعلامياً واسعاً وتكون محل نقاش مجتمعي. وأصبحت مطالبات التشديد على ضبط السلوكيات المرورية، لاسيما بين الشخصيات العامة، تتزايد يوماً بعد يوم.
ويبقى السؤال المطروح: هل سيكون للحادث الذي تسبب فيه رجب عمران أثر في تحسين سلوكيات القيادة على الطرق، أم أن هذه الحوادث ستظل تتكرر دون وجود رادع قوي؟ بالتأكيد، الأمر يتطلب وقفة جادة من جميع الجهات المعنية لضمان سلامة الجميع على الطرق المصرية.
نسخ الرابط تم نسخ الرابط
