تيقنت لحد التخمة العقلية بأن التغيير في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا قادمٌ لها وبقوة، بل قد حل التغيير في بعضها والبعض الآخر يقاوم هذا التغيير ولا يزال يقاومه بكل قوة، لو رجعنا للوراء قليلاً لاكتشفنا تلك الحقيقة بكل سهولة وأتذكر في عام 2009 على ما أظن كنت في مؤتمر بتونس، وسمعت هجومًا كاسحًا على كوندليسا رايس -وزيرة الخارجية الأمريكية آنذاك- ولم أفهم لماذا هذا الهجوم رغم أن تونس وقتها كانت تحت قبضة بن علي الحديدية، وتملكني شغف للبحث عن سبب ذلك الهجوم، ووجدت بأن كوندليسا رايس قبل تنصيبها كوزيرة خارجية سألوها في الكونغرس عن إستراتيجية الإدارة الأمريكية فأجابت: “بأن الإستراتيجية الأمريكية طوال العقود السبعة الماضية كانت مركزة على إسقاط الاتحاد السوفيتي، والآن لم يعد هناك اتحاد سوفيتي، وإستراتيجيتنا القادمة هي تحويل دول العالم لدول ديمقراطية”
هذا الكلام موجود على اليوتيوب لمن يرغب بالتأكد منه، والحقيقة من يومها تغيرت علاقات أمريكا مع حلفائها في دول شمال افريقيا والشرق الأوسط، وتم كيل التهم لإدارة أوباما على أنها تريد تغيير خارطة الشرق الأوسط، وفي الحقيقة ليست إرادة أوباما كما يتخيل العقل العربي المسكين هذه إستراتيجية مؤسسات وليست أفرادًا، وبعد ثورات الربيع العربي دعمت أمريكا ذلك، ولكن المقاومة في دول شمال أفريقيا والشرق الأوسط كانت عالية التون حتى يوم السابع من أكتوبر 2023 الذي تغيَّر به تاريخ المنطقة.
بعد هذا التاريخ انتفضت الإدارة الأمريكية، ودخلت الملعب بشكل مباشر وعلى الأرض في معظم دول شمال أفريقيا والشرق الأوسط، واستكملت دورها في سوريا وغدا حسب كل التقارير ستنتقل للعراق الذي بنت به أكبر سفارة لها في العالم، والتقارير تتحدث عن تغييرات ليست في العراق فقط وإنما حتى في إيران حيث ستنهي نظام الملالي. سؤالي لربعنا وأحباب قلبي وأهلي وعمقنا الإستراتيجي في دول الخليج، ماذا أنتم فاعلون أمام هذا التغيير القادم!!!؟
نسخ الرابط تم نسخ الرابط